النظام يمهّد لزيادة سعر الخبز


يجيد النظام استغلال الأزمات وأغلب الأحيان هو من يفتعلها لزيادة الأسعار تارة، ولاستثمارها في الضغط على الناس لتجديد الولاء، ولكي يبدو بمظهر المنقذ الوحيد لهم، تارة أخرى.. وباتت هذه الحيلة مكشوفة لدى السوريين وخصوصاً عندما تبدأ أبواقه بالتطبيل لقرار جديد أو تبرير ضائقة ما.

اقتراح .. أم مقدمة قرار؟

موقع "سيرياستبس" الموالي قدم اقتراحاً مزدوجاً للنظام والمواطن، ويبدو في قراءته الأولى نصيحة للنظام ولكنه في العمق دعوة لزيادة أسعار الخبز، وهي طريقة مفضوحة يمارسها الإعلاميون المحسوبون على مخابرات النظام.

المنشور الذي حمل عنوان (الخبز) حمل في مقدمته مبررات زيادة الأسعار: "ربطة الخبز بتكلف الدولة 600 ليرة تسعيرتها الرسمية 50 ليرة واستيراد القمح فاتورته بالدولار".

ثم يأتي المنشور على طلبات المواطن: "طيب المواطن يريد أمرين، توفير هاللقمة الأساسية بلا ازدحام يعني بسهولة وكرامة وتحسين جودتها.. يعني ترجع لقمة طيبة".

 ولكن الدعوة المفضوحة هي رسالة النظام لتحقيق الأمرين، مع زيادة على الأسعار: "خلوا الخط الأحمر عند عتبة جديدة.. واتعهدوا تعطوا هالمواطن خبزة مخبوزة منيح وبلا تلاعب بوزنها وبلا زحمة عالفرن".

التعليقات أكدت أن هذا الكلام هو دعوة مكشوفة لزيادة الأسعار بناء على توجيهات أعطيت لهذه الأبواق فعلق أحدهم: "يعني يرفعوا السعر وبلا هالتلميحات".

وسخر معلّق من فكرة الخط الأحمر التي طالما تباهى بها النظام في تعامله مع الخبز: "تمهيد لرفع سعر الخبز وتجاوز الخط الأحمر؟! بعدين عفواً كيف ممكن الربطة تكون كلفتها 600 ليرة؟ حتى لو ضفتولها العمولات والسرقة".

النظام.. يفعلها

النظام الذي يعاني من أزمات كبيرة لا يمكن أن يتوقف عند خطوطه الحمراء التي كسرها مرات في تسعير الخبز من 15 ليرة وصولاً إلى 50 ليرة مع إضافة 10 ليرات للموزع المعتمد.

يقول "رضا" من سكان ريف دمشق الغربي في تصريحات لـ "اقتصاد": "الأزمة الخانقة للخبز لن تحل إلا برفع سعر الخبز وهي عادة عند النظام وسبق أن فعلها كثيراً في سلع أخرى".

"محمد"، من سكان المنطقة ذاتها، يرى أن الأمر لا يحتاج لكثير من التفكير وأن الزيادة قادمة، وفق ما قال لـ "اقتصاد": "النظام يبحث عن كل ما يأتي له بالمال ومشكلة البنزين تم حلها بزيادتين على أسعار العادي والممتاز.. والخبز على الطريق".

أما كيف سيبرر النظام هذه الزيادة المتوقعة إن تمت.. يبدو أن الأمر سهل، والحجة التي قتل بها السوريين جاهزة.. المؤامرة الكونية والحصار واللصوص والفاسدين، وما إلى ذلك من سمفونية المبررات القاتلة.

ترك تعليق

التعليق