صيادلة دمشق يستثمرون حضور نقيبتهم المدعومة


أكثر من 600 دولار أمريكي خسائر الطبيب الصيدلي "ف - أ" العامل في حي المجتهد وسط العاصمة دمشق جراء حملة الضابطة الجمركية الأخيرة التي داهمت فيها عدداً من الصيدليات بذريعة الكشف عن الأدوية المهربة والمخالفة للمعايير.

الصيدلي قال لـ "اقتصاد" إنّ عناصر الضابطة قاموا بمصادرة أدوية كثيرة أبرزها الأصناف الضرورية المفقودة من الأسواق منذ مدّة طويلة وأدوية الأمراض المزمنة كـ السكري والكلى والقلب والصرع والغدد ومميعات الدم وأدوية مخصصة للأطفال وغيرها.

ونوه الصيدلي أنّه وزملاء كُثر قاموا برفع كتاب لنقابة صيادلة دمشق طالبوا فيه بالعمل على إعادة أدويتهم المصادرة أو تعويضهم عنها كونها جميعها أدوية مُنتجة محلياً وخاضعة للمعايير الصحية، ولا زال البعض منهم ينتظر الرد، وعبّر عن تفاؤله بعودة حقوق الصيادلة بسبب صراع مجهول الأسباب يدور بين النقابة ووزارة الصحة، ما يُلزم رئاسة النقابة بمحاولة كسب قلوب الصيادلة والعمل على حمايتهم وتحقيق مصالحهم.

وزارة الصحة طلبت من وزارة المالية بـ "كتاب رسمي"، عدم مداهمة الضابطة الجمركية للصيدليات بشكلٍ منفرد، إذ أنّ الرقابة على المنشآت الصحية "مصانع ومستودعات وصيدليات وعيادات ومستشفيات" يُعد من صلاحية وزارة الصحة ومؤسساتها كون أنّ كوادرها تستطيع التمييز بين الدواء المرخص والدواء المخالف أو المهرب أو الفاسد أو منتهي الصلاحية. ووضحت الرسالة بمضمونها للرأي العام مدى غياب التنسيق الإداري بين دوائر نظام الأسد.

"اقتصاد" تحدث مع أكثر من صيدلي في أحياء الميدان والزاهرة والتجارة، بدمشق، وأكّدوا جميعهم تضررهم بمبالغ كبيرة جراء الحملات العشوائية للضابطة الجمركية على غرار زميلهم أعلاه.

الطبيب الصيدلي "ن - ج"، يعمل في حي الزاهرة، علّق دون استهجان على طلب وزارة الصحة الأخير، حيث بيّن لـ "اقتصاد" أنّ نقيب صيادلة دمشق "علياء الأسد" قامت بإثارة وتحريك الموضوع على كافّة المستويات بعد ضغط من الصيادلة، وفرضت على وزارة الصحة إبلاغ وزارة المالية بضرورة الحد من تجاوزات الضابطة الجمركية، مُؤكداً أنها تحظى برعاية واهتمام خاص من رئاسة مكتب الأمن القومي، ولوحظ ذلك -بحسب الصيدلي- منذ تعيينها بمنصب نقيب الصيادلة وبانتخابات شكلية في شباط/ فبراير 2019.

كما أكّد الصيدلي انتصار "علياء الأسد" على وزير الصحة السابق "نزار اليازجي" بمعركة كسر عظم نشبت بين الطرفين في حزيران/يونيو هذا العام إثر كشفها عبر وسائل الإعلام المحلية عن كارثة صحية ستحل بمناطق سيطرة نظام الأسد بسبب فقدان أكثر من 100 صنف دوائي ضروري من الأسواق وعجز المعامل المحلية عن صناعتها، بخلاف ما أدلى به "اليازجي" حينها، وعزا الصيدلي انتصار "علياء" في معركتها لتلقيها الحصانة والدعم المعنوي من مكتب الأمن القومي.

بالعودة إلى الصيدلي "ف - أ"، فقد أشار أنّ صيادلة دمشق يحاولون استثمار قوة نقابتهم برئاستها الحالية ويجددون في كل مناسبة مطلبهم بضرورة تخفيض سن التقاعد إلى 25 سنة بدلاً من 30، ورفع الراتب التعاقدي، وتخفيض التكليف الضريبي ورفع هامش الربح، وكف يد كافة السلطات عنهم لا سيما عناصر الفروع الأمنية.

يُذكر أنّ عناصر الضابطة الجمركية يقومون بين الآونة والأخرى بحملات تفتيش كثيفة تستهدف صيدليات ومستودعات أدوية، ويقومون بمصادرة زمر دوائية عالية الثمن بذرائع عديدة، وبعد أيام يبيعونها عبر وسطاء لمستودعات أدوية أو صيدليات أخرى بأقل من أسعارها الحقيقية بنحو 30%، وفق مصادر محلية.

ترك تعليق

التعليق