روسيا تصرّ على مؤتمر اللاجئين المزمع في دمشق


تبدو موسكو مصرّة على عقد مؤتمرها الذي تصفه بـ "الدولي" في العاصمة دمشق، والذي تسعى من خلاله إلى حث الدول المستضيفة للاجئين السوريين، على التباحث معها، في سبل إعادتهم، لبلادهم، في ظل سيطرة نظام الأسد.

وبخلاف ما رجحته مصادر إعلامية، روسية، منذ مدة، يبدو أن موسكو ستواصل مساعيها لعقد المؤتمر في موعده المقرر، بـ 11 و12 تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

وبهذا الهدف، قام وفد روسي رفيع المستوى بزيارة دمشق، برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف، الذي التقى رأس النظام، بشار الأسد، يوم الخميس.

ضم الوفد الروسي، وفق مصادر إعلامية موالية، مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية الروسية.

وتسعى روسيا من خلال هذا المؤتمر إلى إقناع أطراف أوروبية، بالدرجة الأولى، بأن البيئة الأمنية في سوريا باتت مواتية لإعادة اللاجئين السوريين، شريطة توفير أموال كافية لإعادة الإعمار، كي تكون الظروف الاقتصادية والمعيشية ملائمة لعودتهم.

ويعتقد مراقبون أن روسيا تحاول استغلال تزايد التذمر الشعبي حيال وجود اللاجئين في دول إقليمية وغربية، خاصة مع تفاقم الحركات الشعبوية واليمنية المتطرفة في أوروبا.

ونشرت صفحة "الرئاسة السورية" التابعة للنظام، في "فيسبوك"، بياناً حول زيارة الوفد الروسي، أكدت أنها تمحورت حول المساعي لإنجاح المؤتمر المرتقب.

وأشار بيان "الرئاسة السورية" إلى "محاولات" من بعض الدول لمنع عقد المؤتمر وإفشاله، "أو ممارسة الضغوط على دول راغبة بالمشاركة فيه".

ولم يشر بيان "الرئاسة السورية" إلى الدول الراغبة بالمشاركة في المؤتمر المزمع.

كانت تقارير إعلامية روسية قد رجحت منذ مدة، أن يتم تأجيل عقد المؤتمر المشار إليه، وأن يتم تغيير مكان انعقاده المزمع في دمشق، وذلك بعد رفض الأطراف الدولية المشاركة فيه.

وفي تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أشارت الوكالة إلى رفض الدول الغربية لحضور المؤتمر، ونشرت جوانب من الجدل الدائر بين ممثلَي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، في الأمم المتحدة، على خلفية مساعي موسكو لعقد المؤتمر المشار إليه.

وقالت الوكالة إنه من غير الواضح ما إذا كان بعض أكبر الدول المضيفة للاجئين السوريين مثل تركيا، سيحضرون مؤتمراً يعقد في دمشق.

ووفق "أسوشيتد برس"، قال نائب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز الأربعاء، إن المؤتمر لن ينظم بالتنسيق مع الأمم المتحدة ولا الدول التي تستضيف أكبر أعداد من اللاجئين، وحث الدول على مقاطعته.

وأضاف ميلز أن الولايات المتحدة "لا تعتقد أن الجيش الروسي مضيف موثوق لعقد مناقشة هادفة حول عودة اللاجئين".

وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن "المنتدى سيوفر منصة للحوار الموضوعي مع جميع أصحاب المصلحة حول شتى القضايا المتعلقة بتقديم المساعدة للسوريين العائدين إلى ديارهم".

وأَضاف "للأسف، نحن مضطرون للقول إنه بسبب التحيز ضد سوريا (النظام)، بدأ عدد من الزملاء على الفور في تشويه سمعة هذه المبادرة الإنسانية.. إننا نتلقى إشارات واضحة حول رفض عدد من الدول الغربية حتى مناقشة هذا الموضوع"، على الرغم من أنه جاء في قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2015 الذي يؤيد خريطة الطريق للسلام في سوريا.

وأوضح ميلز أن مناقشة عودة اللاجئين "سابق لأوانه تماماً"، نظراً لغياب الشروط اللازمة لعودتهم.

وأشار إلى أن تشجيع عودة اللاجئين مع استمرار الأعمال العدائية على الأرض وعدم وجود حل سياسي سيؤدي إلى عدم الاستقرار و"باب دوار للنزوح".

ترك تعليق

التعليق