كردٍ على الرسوم الكاريكاتورية.. وكالة "الأناضول" تروّج لاستبدال البضائع الفرنسية بالتركية


تحت عنوان "عصفورين بحجر واحد.. حملة لاستبدال المنتج الفرنسي بالتركي"، روّجت وكالة "الأناضول" التركية، لما وصفتها بـ "حملة" على وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو إلى استبدال المنتجات الفرنسية بالمنتجات التركية، على خلفية الاحتجاج حيال نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للإسلام وللنبي محمد.

وقالت الأناضول، وهي وكالة الأنباء الرسمية، وتتبع للدولة التركية، إن مغردين عرب دشنوا من عدة دول، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسماً (هاشتاغاً) باسم "استبدل المنتج الفرنسي بالتركي"، في إطار حملة شعبية لمقاطعة البضائع الفرنسية.

ووفق الوكالة، تداول رواد منصات التواصل، صورة العلم الفرنسي ووضعوا عليها علامة الخطأ، فيما نشروا صورة العلم التركي واضعين عليها علامة الصح، مدون عليها عبارة "استبدل حال الذل والهوان بحال العزة والكرامة".

كما بادر آخرون بوضع قائمة مصورة للمنتجات الفرنسية المنتشرة في الأسواق التجارية لمقاطعتها، ونشروا قائمة بأسماء المنتجات التركية التي تستبدل بالفرنسية.

وتفاقمت حملات تدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية، بعيد حادثة مقتل أستاذ فرنسي على يد "مسلم شيشاني"، وردّ فعل الحكومة الفرنسية، والتصريحات التي صدرت عن مسؤوليها، والتي اعتبرها البعض في العالم الإسلامي، تتضمن تعميماً مسيئاً للإسلام، وتدعم بشكل مباشر، الرسوم الكاريكاتورية التي تُسيء لـ "نبي الإسلام".

ويرى مراقبون أن الجدال الذي اندلع على خلفية هذه الحادثة، والذي تحول إلى مناوشات كلامية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أدى إلى استغلال سياسي، ولاحقاً، اقتصادي، لتطورات المشهد.

واستعرضت وكالة "الأناصول" التركية، أمثلة على تعليقات رواد منصات التواصل الاجتماعي، والتي تفاعلت مع الحملة، من زاوية التأييد.

ووفق الوكالة، دّون حساب باسم "علي قطري" على هاشتاغ "استبدل المنتج الفرنسي بالتركي" عبر تويتر: "ضرب عصفورين بحجر واحد. مقاطعة منتجات من أساء لرسولنا ودعم منتجات من وقف ضد الإساءة".

وقال حساب باسم "سام دوبا" على تويتر: "متضامن مع حملة استبدل المنتجات الفرنسية بالتركية ومتضامن مع الحملة الشعبية لدعم تركيا.. يريدون مقاطعة تركيا والتملق للصهاينة؟! هؤلاء هم صهاينة العرب".

ونشر حساب باسم "محمد صبحي" على تويتر، قائمة بالمنتجات التركية تضم 95 منتجا، وارفق بها علم دولة تركيا قائلا: "أنا ادعم المنتجات التركية لنصرة حبيبنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم".

بدوره، قال حساب باسم "أبو فيصل" على تويتر: "استبدل المنتج الفرنسي بالتركي. واستبدل حال الذل والهوان بحال العزة والكرامة، نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم".

وكتب حساب باسم "عبد العزيز الفضلي": "بدل المنتج الفرنسي بالتركي، فشراء المنتج التركي دعم لبلد مسلم تتم محاربته لأنه يرفع لواء الدفاع عن قضايا المسلمين، وشراء المنتج الفرنسي دعم لبلد تسيء حكومته للإسلام ولمقام النبوة".

فيما أضاف حساب باسم "عبد الوهاب الساري على تويتر: "بدل المنتج الفرنسي بالتركي، حملة لا مجاملة فيها فالمنتج التركي دائماً ذو جودة عالية بل يفوق الفرنسي في سلع عديدة".

ووفق وكالة "الأناضول"، ونقلاً عن مغردين عرب على تويتر، فإن أبرز المتاجر والأسواق المركزية في عدة دول أبرزها قطر والكويت استجابت لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، واستبدالها بالمنتجات التركية، احتراماً لمشاعر المسلمين في البلاد، وفق وصف الوكالة.

وقالت الوكالة إن ذلك يأتي "بالتصادف مع ظهور حملة محدودة الأثر والتأثير لمقاطعة المنتجات التركية، بمنابر سعودية وإماراتية، وداعميهما، على خلفيات (سياسية) لم تلبث طويلاً، وخفت ضجيجها شيئاً فشيئاً مع طرح حملات شعبية ودينية تدعو لمقاطعة سلع فرنسا".

وأبرزت الوكالة ما وصفته بـ "دفاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الرسول ومطالبته بمقاطعة منتجات فرنسا"، مشيرة إلى أن من نتائج ذلك ظهور بعد جديد لحملة مقاطعة البضائع الفرنسية، تمثل بالدعوة إلى استبدال تلك البضائع بالبضائع التركية.

وقالت الوكالة إن موجة غضب واستنكار شديدة في العالمين العربي والإسلامي، لا تزال تتصاعد رداً على ما وصفته بأنه "تواصل الإساءة الفرنسية للإسلام وللنبي محمد".

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أجرى مقابلة مع قناة الجزيرة، يوم السبت، حاول فيها تهدئة ردود الفعل في العالم العربي والإسلامي، مؤكداً أنه لم يقصد الإساءة للإسلام، مشيراً إلى أن تصريحاته اجتُزئت أو حُرفت معانيها، وفق وصفه. مضيفاً أنه لا يؤيد بالضرورة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي، لكنه لا يستطيع منعها، بل من مسؤولياته الدفاع عن حرية التعبير للجميع في بلاده.

بدورها، ركزت وكالة "الأناضول" في ختام تقريرها على أن ماكرون قال إن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية".

كانت العلاقات الفرنسية – التركية قد شهدت توتراً شديداً قبيل أزمة الرسوم الكاريكاتورية الأخيرة، وذلك على خلفية الصراع على غاز شرق المتوسط.

ترك تعليق

التعليق