انفتاح خليجي على الأسد.. عين على تركيا، وأخرى على "إعادة الإعمار"


شهدت الفترة الأخيرة، ظهور مؤشرات عدة، على تقارب بين أطراف خليجية والنظام السوري، وفي مقدمتها إعادة سلطنة عمان تعيين سفير لها لدى النظام السوري، وفتح المملكة العربية السعودية الطريق أمام تدفق البضائع السورية.

وحسب الهيئة العامة للجمارك في السعودية، ففي منفذ الحديثة الحدودي في شمال المملكة، والذي تدخل منه الشاحنات السورية، يتم السماح بدخول كل الأصناف والبضائع السورية المسموح بدخولها وفق الأنظمة إلى المملكة.

من جانبه، أكد رئيس لجنة التصدير في "غرفة تجارة دمشق" فايز قسومة أن السعودية كانت قد سمحت للشاحنات السورية المحملة بالبضائع بدخول أراضيها، منذ نحو شهر، مشيراً إلى قرار المملكة منح السائق السوري تأشيرة دخول إلى أراضيها.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، إن دولاً خليجية تسعى لممارسة مزيد من الضغط على تركيا، عبر دعم الأكراد والتقارب مع نظام الأسد.

ويتوج ذلك كله، الأنباء التي راجت يوم الاثنين، عن زيارة متوقعة لبشار الأسد إلى سلطنة عُمان، خلال الفترة المقبلة.

ويرى الكاتب الصحفي، إبراهيم هايل، أنه "لو صحّت الأخبار بشأن زيارة الأسد إلى سلطنة عمان، فإنها ستحمل العديد من الدلالات".

وأضاف لـ"اقتصاد" أن عُمان التي لم تقطع علاقاتها مع نظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية، على عكس بقية بلدان الخليج، تطمح على ما يبدو من هذه الزيارة إلى لعب دور دبلوماسي وتفعيل نشاطها في الوساطة، ولها في هذا عدد من المبررات، على الصعيد الداخلي والخارجي.

وقال هايل، على الصعيد الخارجي، تسعى السلطنة لأن تحافظ على مكانتها كعضو نشط دولياً، والمحافظة على مكاسبها في الاستثمار بالدبلوماسية في ظل المحيط الغارق بالحروب والصراعات.

ومن هنا، يعتقد الكاتب الصحفي، أن الزيارة واردة جداً على الرغم من أن الظروف قد تبدو غير مثالية، لكنها قد تحرك المياه الراكدة منذ سنوات، واليوم بعد أن آل جزء لا بأس به من سوريا للأسد، سيكون مقصد تلك الدول من الزيارة بالدرجة الأولى، إغاظة تركيا العدو اللدود للجميع.

وفي ظل ما يبدو انفتاحاً خليجياً على النظام، تؤكد مصادر "اقتصاد" أن الإمارات هي من تقود هذه المساعي، غير أن تخوف الأخيرة على شركاتها من قانون "قيصر" يدفعها إلى العمل في الظل، والدفع بدول أخرى إلى الواجهة، كما هو الحال مع سلطنة عُمان.

وحسب المصادر ذاتها، فإن الإمارات تتطلع أولاً إلى مناكفة تركيا، ومن ثم المشاركة في مرحلة "إعادة الإعمار"، ولذلك هي تحاول استرضاء روسيا، التي سيكون لها الكلمة الفصل في تحديد الأطراف المشاركة في هذه المرحلة (إعادة الإعمار)، على حد تعبير المصادر.

ترك تعليق

التعليق