بوتين: على اللاجئين السوريين العودة للمساهمة في إعمار بلادهم


أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لقاءً افتراضياً، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع رأس النظام، بشار الأسد، يوم الاثنين، تمحور حول استعدادات عقد مؤتمر اللاجئين السوريين، في دمشق، المزمع عقده يومي الأربعاء والخميس.

وبثت صفحة "الرئاسة" التابعة للنظام في "فيسبوك"، 10 دقائق من لقاء الفيديو، بين الرجلين، والذي يبدو أنه الشق المتاح للإعلام من اللقاء.

وقال بوتين في اللقاء، إن ملايين اللاجئين السوريين "هم أشخاص في سن العمل ويجب أن يعملوا على إعادة بناء بلدهم".

فيما ألقى الأسد بالمسؤولية على العقوبات والحصار الغربي لنظامه، في فشل جذب اللاجئين للعودة إلى بلادهم، بعدما قدم لهم التسهيلات، حسب وصفه.

وعملت روسيا على مدى سنتين جاهدة، بهدف تنظيم مؤتمر لإعادة السوريين اللاجئين إلى بلادهم، تمهيداً لإعادة إعمار البلاد، بدعم غربي. لكن تلك المساعي باءت بالفشل حتى الآن، إذ عارضت الولايات المتحدة الأمريكية، ودول غربية بارزة، هذه الخطوة، قبل أن تتحقق تسوية سياسية، واستقرار أمني كافٍ في البلاد.

ويبدو أن موسكو التي يأست من حصول موافقة أمريكية – أوروبية شاملة، على خطتها لإعادة إعمار البلاد، قررت الذهاب إلى تنظيم المؤتمر، والرهان على جذب بعض الأطراف الإقليمية والدولية، كلٍ على حدى، عبر إشهار ورقة اللاجئين.

وبالفعل، قام فريق دبلوماسي روسي رفيع المستوى، بالعمل على التجهيز للمؤتمر في دمشق، وأجرى اتصالات مع الأردن ولبنان، وأطراف أخرى.

لكن لم يتضح بعد إن كان هناك أي طرف إقليمي أو دولي، يُعوّل عليه في الأزمة السورية، قد يشارك في المؤتمر المزمع.

وقال بوتين في مؤتمره الافتراضي مع الأسد، إن ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا من "الحرب الأهلية" في بلادهم يجب أن يبدأوا العودة إلى ديارهم للمساعدة في إعادة بناء سوريا الآن بعد أن تمتعت أجزاء كبيرة من البلاد بسلام نسبي.

وتعرض المؤتمر المزمع لانتقادات من مسؤولين في الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي مكالمة الفيديو، قال بوتين: "تم القضاء على الإرهاب الدولي تقريباً والعودة إلى الحياة المدنية يجب أن تبدأ تدريجياً".

وتشير روسيا وحكومة النظام إلى كل جماعات المعارضة على أنها "إرهابية".

كما قال بوتين للأسد إن "صفقة الصراع" في سوريا يجب أن تشمل عودة اللاجئين والنازحين وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254.

أما رأس النظام بشار الأسد، فأكد بأن العقوبات الغربية على نظامه، هي التي تمنع اللاجئين من العودة إلى البلاد.

وقال: "العقبة الأكبر في وجه عودة اللاجئين بالإضافة للإرهاب هي الحصار الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة المفروض على سوريا".

وقال الأسد إن "الجزء الأكبر من اللاجئين يرغب بالعودة إلى سوريا، بعدما قامت الدولة بتقديم عدد كبير من التسهيلات البعض منها تشريعي والبعض منها يتعلق بالإجراءات من أجل عودتهم".

ويفرض نظام الأسد تصريف 100 دولار، بسعر الصرف الرسمي، عند الحدود، لدى دخول السوريّ إلى بلاده. كما يفرض دفع بدلٍ عن الخدمة العسكرية، لمن هم في حالة "اغتراب"، ولمن تقرر وضعهم في خدمة ثابتة أثناء السَوق للجيش، تبدأ بدفع 3 آلاف دولار أمريكي، و7 آلاف دولار أمريكي للمغتربين.

وأشار الأسد إلى أن العقبة الأكبر بالنسبة لعودة اللاجئين هي الحصار الغربي المفروض على "سوريا، دولة وشعباً"، وبالتالي إعادة هؤلاء اللاجئين بحاجة إلى تأمين الحاجات الأساسية الضرورية لمعيشتهم، وفق وصفه.

وأضاف: "كل منزل في سوريا يهتم بقضية اللاجئين وهذا الموضوع أولوية بالنسبة لنا كحكومة خلال المرحلة القادمة خاصة بعدما تم تحرير جزء كبير من الأراضي وانحسرت رقعة المعارك بالرغم من استمرار الإرهاب".

بدوره، شدد بوتين على ضرورة أن تسير عملية عودة اللاجئين "بطريقة طبيعية ودون إكراه"، وأنه "يجب على كل سوري أن يتخذ قراره بنفسه، بعد تلقي معلومات موثوقة حول الوضع في وطنه".

ونصح بوتين الأسد بتشجيع عودة اللاجئين، بالقول إن ذلك "مرهون بالخطوات التي تتخذونها أنتم والقيادة السورية لتنظيم الحياة السلمية".

ووفق مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، هناك 5.6 مليون لاجئ سوري في الخارج، وحوالي 6 ملايين نازح في الداخل.

ترك تعليق

التعليق