روسيا تفتتح بازار التسول على اللاجئين السوريين بمليار دولار


من اللافت أن تتجاهل وسائل إعلام النظام، كلمة ميخائيل ميزينتسيف، رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين، في افتتاح مؤتمر اللاجئين أمس الأربعاء في دمشق، والتي أعلن فيها بأن بلاده خصصت مبلغ أكثر من مليار دولار لإعادة إعمار الشبكات الكهربائية في سوريا ودعم الصناعات، بينما راح هذا الإعلام يلهث وراء المواقف السياسية للدول الـ 27 المشاركة في المؤتمر.

وعدا ذلك، فعلى ما يبدو أن هناك الكثير من العطايا التي حملها بعض المشاركين في المؤتمر، وبالذات دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، حيث تقول التسريبات بأن حكومة أبوظبي جاءت إلى المؤتمر وفي جعبتها بضعة مليارات من الدولارات، جرى إقرارها في اللحظات الأخيرة، وذلك في أعقاب ظهور نتيجة الانتخابات الأمريكية، وفوز بايدن فيها، والذي لا يملك نفس المواقف التي يملكها ترامب تجاه الصراع الخليجي الإيراني.. لذلك وبحسب الكثير من المراقبين، فإن الإمارات سوف تزيد من تقاربها مع النظام السوري، في عودة إلى سياسات ما قبل العام 2011، عندما كان هذا النظام هو من يوازن ويهندس العلاقة بين هذه الدولة الخليجية وإيران.

وعلى صعيد ثان، فقد تبلورت صورة المؤتمر بشكل أوضح، في يومه الثاني، وبعد الانتهاء من تغطية المواقف السياسية للدول المشاركة، حيث تبين أن النظام وضع خطة للتسول على النازحين وليس اللاجئين، من خلال عمل جولات للوفود المشاركة، على المهجرين في مخيمات الداخل والمناطق المدمرة، لإطلاعهم على الظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء النازحون، من نقص في كافة متطلبات الحياة والمعيشة.

وذكرت مصادر إعلامية مطلعة لموقع "اقتصاد"، بأن النظام لا يبحث من خلال المؤتمر، عن الحصول على بعض الهبات والمبالغ النثرية، كتلك التي أعلنت عنها روسيا أو المتوقعة من الإمارات وبعض الدول، وإنما يبحث عن إعادة تأهيله قبل إعادة الإعمار، عبر رفع الحصار الغربي، الاقتصادي والسياسي المفروض عليه، لأن هذا النظام آخر ما يعنيه هو الصعوبات المعاشية التي يعاني منها شعبه.

وفي هذا الإطار، فإن النظام، وفقاً لتلك المصادر، لم يهتم كثيراً بالأعطية الروسية البالغة مليار دولار والتي أعلن عنها رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين، لأنه من جهة يعلم بأن هذا المبلغ وهمي ولن تقدمه روسيا، ومن جهة ثانية، يعلم أنه في حال فعلتها روسيا، فإنها سوف تحصل على أضعافه، كامتيازات في قطاعات اقتصادية أخرى.

وهو ما بدا واضحاً، وفقاً للمصادر ذاتها، من خلال اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم، التي أجبرت روسيا النظام على توقيعها، على هامش المؤتمر، مع وزارات التربية والإسكان والصناعة والاقتصاد وغيرها من الوزارات، والتي لا أحد يعلم حتى الآن مضمون المذكرات الموقّعة معها، وعلى ماذا تنص.

وترى تلك المصادر، بأن مؤتمر اللاجئين يعني روسيا أكثر مما يعني النظام، فهي التي تبحث من خلاله عن تحقيق عوائد اقتصادية، عبر إقناع الدول الغربية بالمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار وضخ الأموال في سوريا، لأنه على ما يبدو فإن الشركات الروسية باتت مسيطرة على أغلب القطاعات الحكومية والاقتصادية في البلد، وبالذات بعد توقيع مذكرات التفاهم الآنفة الذكر.

ترك تعليق

التعليق