رغم استلامها مبالغ طائلة بهذا الغرض.. اتهامات لـ "قسد" بالفشل في السيطرة على "كورونا"


تفيد الأنباء الواردة من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية – "قسد"، شرقي سوريا، عن ازدياد في أعداد الوفيات جراء الإصابة بفيروس "كورونا"، وسط اتهامات لتلك القوات بالفشل في السيطرة على الجائحة رغم استلامها أرقاماً مالية مرعبة للقيام بما يلزم للحد من انتشار الوباء.

وقال الناشط الإعلامي "وسام محمد" لـ "اقتصاد" إنه "خلال الأسبوع الماضي فقط في مناطق الشحيل والشعيطات بريف دير الزور الشرقي، توفي خمسة أشخاص بسبب جائحة كورونا وسط واقع صحي سيء للغاية، منهوب ومسلوب من قبل هيئة الصحة في قوات (قسد) التي استلمت أكثر من 250 مليون دولار فقط لمعالجة كورونا، وتم نهبها بصمت ولم تقدم أي دعم يذكر لقطاع الصحة في المنطقة".

وأضاف "محمد" أن "عشرات المدنيين فقدوا أرواحهم بسبب فيروس كورونا ضمن مناطق سيطرة قسد في المنطقة الشرقية، قسد التي استلمت الدعم ونهبت ملايين الدولارات بحجة جائحة كورونا تقف الآن متفرجة ولم تقدم أي دعم للقطاع الصحي المتردي أصلاً".

وأكد أن "الحالات بازدياد يومياً، والمرض منتشر بقوة في مناطق قسد، وأكدت لي مصادر خاصة من داخل قسد أنها استلمت مبالغاً طائلة ودعماً هائلاً من قيادة التحالف الدولي ومن الدول الأوروبية الداعمة، وذلك منذ بداية أزمة كورونا في المنطقة".

وأشار إلى أن "الأموال ذهبت لهيئة الصحة التابعة لـ قسد وهناك قيادات متورطة في الموضوع، وما تقوم به الجهات الصحية هو التظاهر أنها تقوم بتعقيم الشوارع، بينما في حقيقة الأمر لا يوجد شيء على أرض الواقع".

وحتى يوم الإثنين 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أعلنت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التابعة لقسد، أن "عدد المصابين بفيروس كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا بلغ مع إعلان هذه الحالات الجديدة 6230 حالة منها 163 حالة وفاة و 888 حالة شفاء".

رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة "مضر الأسعد" قال لـ "اقتصاد"، إن "جائحة كورونا تفشت بشكل كبير في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، وهناك الأمراض السارية والمعدية كذلك تفشت بشكل كبير جداً بسبب الإهمال الواضح من قبل الإدارة الذاتية الكردية، وتدخلهم في عمل المشافي والعيادات الطبية وسرقتهم للأدوية والمعدات الطبية التي تقدم من المنظمات الإنسانية والخيرية الدولية ويتم بيعها إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، وكذلك نقل القسم الأكبر إلى جبال قنديل أو القواعد العسكرية التابعة لتنظيم PKK وهي موجودة في جبل سنجار وكردستان العراق ويتم حرمان الذين يقطنون في مخيمات الهول ومنطقة الجزيرة والفرات".

وأضاف "الأسعد" أنه "حتى من خلال تواصلنا مع بعض المندوبين في المنظمات المهتمة بالشؤون الطبية ذكروا لنا أنه (في منطقة الجزيرة والفرات تعمل عشرات المنظمات الدولية الإنسانية ولكن يتم سرقة 90% من ما يقدم لها ولا نستطيع أن نعترض لأنه في حال صدر أي اعتراض أو تذمر من قبلنا يتم اعتقالنا أو تصفيتنا) وهذا الأمر حدث مع عدد كبير من العناصر العربية التي تعمل معهم، والتحالف الدولي قدم الكثير من المساعدات المالية والعسكرية والطبية ولكن أغلبها يتم نقلها خارج سوريا إلى قواعد PKK في جبل سنجار وقنديل وإلى بنوك أوروبا".

وأشار "الأسعد" إلى أن "الشعب السوري في منطقة الجزيرة والفرات يعيش في ظروف صعبة جداً وسيئة اقتصادياً بسبب الضغط الأمني والعسكري من قبل قوات قسد، وبسبب سرقة الموارد المالية  والنفط والغاز والحبوب والأقطان وكذلك سرقة المواد الإنسانية والإغاثية التي تأتي من الخارج كمساعدات إلى الأهالي".

مصدر آخر من محافظة الحسكة فضّل عدم الكشف عن هويته، قال لـ "اقتصاد" إن "هناك الكثير من المرضى يتوفون بأمراض غير كورونا، ورغم ذلك يتم تسجيل وفاتهم من قبل قسد أنها بسبب كورونا وذلك من أجل جلب الدعم".

وأشار مصدرنا إلى أن "قوات قسد تعمل ومنذ فترة طويلة على تجهيز مشفى الشدادي كمركز للحجر الصحي، إلا أنهم حتى الآن لم ينتهوا من أعمال التجهيز رغم الحاجة الماسة لذلك".

وبين الفترة والأخرى تصدر قوات سوريا الديمقراطية قرارات تتعلق بفرض حظر جزئي للتجوال، وسط أنباء عن قرب فرض حظر تجوال كامل في مناطق سيطرتها للحد من انتشار الجائحة، في حين تتعالى الأصوات مطالبة تلك القوات والجهات التابعة لها بتطبيق إجراءات أكثر صرامة وعدم التساهل في الأمر، خاصة وأن الأرقام المعلنة هي أقل من المصابين وسط مخاوف من الارتفاع المتسارع للإصابات.

طبيب في مدينة القامشلي، ويدعى "محمد عبد الحميد" -وهو مدير مركز العناية الطبية بالطفل في مشفى المدينة المنورة بالقامشلي-، قال لـ "اقتصاد" إن "الوفيات بسبب كورونا في ارتفاع خصوصاً في المالكية".

وأضاف: "في حقيقة الأمر ليس لدي علم عن أموال استلمتها قسد بهذا الخصوص، ولكن بالعموم هذا المرض جعل الجميع مثل كل الكرة الأرضية في حالة من التخبط بين داعي للحجر وداعي للتقارب المجتمعي".

وحول الإجراءات التي تقوم بها "قسد" على صعيد التعامل مع أزمة كورونا إن كانت مقبولة أم لا؟، قال الطبيب "عبد الحميد": "مقبول أو غير مقبول هذا الإجراء أو ذاك، فهذا يحصل في كل مكان، ليس دفاعاً عنهم ولكن بالعموم ليس هناك شيء مقصود في حصول أعداد من الوفيات وإنما هذا المرض بالذات ليس له كاريزما محددة للتعامل معه".

ويشتكي سكان المنطقة الشرقية بشكل مستمر من تردي الأوضاع الطبية وارتفاع أسعار المعاينات الطبية وأسعار الأدوية، يضاف إلى ذلك الظروف الاقتصادية والمعيشية الأخرى التي يمرون بها والتي تفاقم من معاناتهم وخاصة المرضى منهم.

ترك تعليق

التعليق