أجور عمال إدلب لا تزال منخفضة رغم استبدالها بالليرة التركية


عندما قررت السلطات في إدلب استبدال العملة المحلية بأخرى تركية ساد شعور بالارتياح لدى نسبة كبيرة من السكان، لاسيما العمال الذين كانوا يتقاضون أجوراً ضئيلة بالليرة السورية، تتعرض دائماً للخسارة خلال صراعها أمام العملات الصعبة.

واليوم وبعد انتشار الليرة التركية في المنطقة يبدي كثير ممن قابلناهم من العمال استياء واضحاً. معظمهم بات يتلقى أجره اليومي أو الأسبوعي بهذه العملة. لكن الأجور لا تزال منخفضة.

يقول "عبد الله" الذي يعمل في محل تجاري إن "وجود الليرة السورية تقلص فعلاً وغدونا نتلقى المال بالعملة التركية مع ذلك قيمة أجورنا لا تزال كما هي".

يومية تعادل دولارين

وفقاً لأحاديث مكثفة قمنا بها مع عدد من الأشخاص الذين يعملون في ورشات وفي متاجر مختلفة التخصصات وفي قطاف الزيتون يلاحظ أن المعدل الوسطي للأجور اليومية يبلغ 15 ليرة تركية، ما يعادل (2 دولار) وفقاً لسعر الصرف الحالي.

بينما لا يتجاوز أعلى أجر يحصل عليه العامل في إدلب 20 ليرة تركية (2,65 دولار).

يداوم "أبو جميل" 12 ساعة كاملة يومياً حيث يعمل في كشك على طريق إدلب-باب الهوى لبيع القهوة وتقديم خدمات الإنترنت.

 يحصل لقاء كل هذا التعب على 16 ليرة تركية عن اليوم الواحد. يقول بينما كان يتناول طعاماً بسيطاً مكوناً من سندويشة فلافل وكأس شاي ساخن "اشتريت سندويشة فلافل بـ 3 ليرات وكأس شاي بليرة على الغداء. وأحتاج لربطة خبز يومياً بـ 2.5 ليرة وبعض الخضار بـ 5 ليرات. وهكذا يكون راتبي قد أوشك على الانتهاء".

يومية بـ أقل من دولارين

هناك من العمال من يتقاضى مبلغ 75 ليرة تركية (10 دولار) في الأسبوع أي أنه يحصل على أقل من 11 ليرة يومياً.

في أحد مطاعم الفلافل يعمل "عبد المجيد" قرابة 10 ساعات يومياً يقضيها في قلي الفلافل ولف السندويتش وطحن الحمص. كل ذلك لقاء 75 ليرة أسبوعياً.

يقول عبد المجيد الذي يعيل أسرة مكونة من والدته إضافة لزوجة وأربعة أبناء ويقطن في منزل لا يقل إيجاره الشهري عن 400 ليرة تركية، "لا قيمة للبشر في هذه المنطقة.. راتبي الأسبوعي يمكن صرفه على وجبة للعائلة في أحد المطاعم".

ماذا عن أجور قطاف الزيتون؟

يعتبر موسم الزيتون أحد أهم مواسم العمل في إدلب حيث بإمكان أسر كاملة مكونة من رجال ونساء وأطفال الحصول على فرصة عمل منذ تشرين الثاني وحتى نهاية العام.

ويقول قاطفو زيتون إنهم يتقاضون أجورهم باليوم لقاء ساعات عمل لا تقل عن 10 ساعات يبدؤونها من الخامسة صباحاً حى نهاية النهار.

تحتسب أجور قطاف الزيتون بالدولار حيث تصل يومية العامل إلى 2,5 دولار وهي مبالغ قليلة أيضاً. لكنها تغدو مقبولة نظراً لأن معظم من يعملون في هذه المهنة يصطحبون معهم جميع أفراد العائلة القادرين على العمل.

لا تزال الأجور متدنية في إدلب بشكل عام وإن كان بعض من التقيناهم يتحدث عن تقاضيه أجوراً مقبولة مثل "محمد" الذي قال إنه يتلقى 100 ليرة تركية يومياً لقاء عمل شاق في مدجنة لتربية الدجاج وإنتاج البيض. أو "راتب" الذي يبلغ راتبه الشهري 150 دولار لقاء عمله في أحد المطاعم. وتبقى هذه حالات استثنائية، بينما يتضور الباقون جوعاً.

ترك تعليق

التعليق