المأكولات الشعبية تكاد تغيب عن موائد السوريين في درعا


شهدت أسعار المأكولات الشعبية السريعة (الحمص، والفلافل، والمسبحة، و"السندويش"، والفول..)، في محافظة درعا، ارتفاعاً كبيراً، ما تسبب بتراجع الإقبال على هذه المأكولات، وهدد بإغلاق الكثير من الفعاليات التجارية والاقتصادية العاملة فيها.

وعزت مصادر مطلعة، ارتفاع أسعار المأكولات الشعبية، إلى ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعتها، وفي مقدمتها الغاز والزيت، لافتة إلى أن عدم توفر مادة الغاز، وارتفاع أسعارها غير المسبوق، بات يهدد أصحاب المطاعم الشعبية بإغلاق منشآتهم الاقتصادية، التي تشكل مصادر رزق للمئات من العاملين في هذه المهنة.

ويشير مصعب المحمد، 50 عاماً، وهو صاحب مطعم للمأكولات الشعبية في إحدى مدن ريف درعا الأوسط، إلى التراجع الكبير لمبيعاته، عازياً ذلك إلى ضعف القدرة الشرائية، وإلى ارتفاع أسعار هذه المأكولات التي تضاعفت خلال فترة وجيزة عدة مرات.
 
ولفت المحمد، إلى أن ارتفاع أسعار هذه المأكولات، ناجم بدوره عن ارتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية بشكل عام، موضحاً أنه يضطر إلى شراء الخبز السياحي بدلاً من الخبز العادي المدعوم، وذلك لعدم توفر الخبز العادي في ظل أزمة الخبز التي تعيشها البلاد، الأمر الذي تسبب برفع سعر سندويشة الفلافل عدة أضعاف.

وأكد المحمد، أن أسعار المواد الداخلة في صناعة المأكولات الشعبية السريعة، ارتفعت إلى حد بدأ يطيح بهذه المأكولات عن موائد السوريين، موضحاً أن سعر كيلو الحمص اليابس ارتفع إلى ما بين 900 و1000 ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز نصف هذا المبلغ، فيما يصل سعر كيلو الفول إلى أكثر من 1100 ليرة سورية.

من جهته قال "ناصر. ع"، 33 عاماً، وهو مستثمر "بوفية" مدرسي، إن "ارتفاع أسعار المأكولات الشعبية، حرم شرائح واسعة من السكان من تناولها، لا سّيما شريحة الطلاب، التي كانت تجد فيها ملاذاً مناسباً لسد الجوع بأرخص ثمن".

ولفت إلى أن الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، التي تعيشها البلاد، أصبحوا غير قادرين على منح أولادهم ما يكفي لشراء "سندويشة فلافل"، موضحاً أن طلاب المدارس، باتوا يعتمدون على مأكولات منزلية بسيطة، يحضرونها معهم لإسكات جوعهم مؤقتاً ريثما يعودوا إلى منازلهم.

فيما أكد "علي. س"، 40 عاماً، وهو صاحب مطعم صغير، أن الكثير من أصحاب المطاعم الصغيرة و"البوفيهات" باتوا يفكرون جدياً في إغلاق محالهم، بسبب تراجع المبيعات نتيجة ضعف الإقبال على الشراء، الأمر الذي انعكس سلباً على عمال هذه المهن، وأفقدهم مصادر رزقهم، مشيراً إلى أن بعض مالكي هذه المطاعم عمدوا إلى تقليص عدد العمال، ولاسيما عمال المياومة، إلى الحدود الدنيا، لتقليص حجم النفقات بسبب تراجع المبيعات.

وأضاف أن نفقات العمل اليومية عالية جداً، مبيناً أنه يشتري أسطوانة الغاز من السوق السوداء، بمبلغ يتراوح ما بين 40 و45 ألف ليرة سورية، فيما يشتري كيلو الزيت بنحو 4000 ليرة سورية، والتنكة سعة 16 كيلو غرام بأكثر من 65 ألف ليرة سورية، وكيلو الطحينة بنحو 6000 ليرة سورية، هذا عدا عن البهارات، التي يصل سعر الكيلو منها إلى آلاف الليرات السورية.

وحول أسعار البيع للمستهلك، أشار إلى أن سعر قرص الفلافل الصغير يتراوح ما بين 30 و35 ليرة سورية، فيما يبدأ سعر سندويشة الفلافل من 500 ليرة سورية ويصل إلى نحو 1000 ليرة سورية، أما سعر كيلو المسبحة فيتراوح ما بين 2800 و3000 ليرة سورية، ويبلغ سعر كيلو الحمص حب الجاهز ما بين 2000 و2500 ليرة سورية، ومثله الفول الجاهز، أما كيلو "المخلل" فيصل إلى أكثر من 800 ليرة سورية، والبندورة إلى نحو 700 ليرة سورية.

وأكد أن هذه هي الأسعار الدارجة بشكل عام، منوهاً ببعض الاختلافات البسيطة بين مكان وآخر، ومنطقة وأخرى من مناطق المحافظة.

يشار إلى أن المأكولات الشعبية مثل "الحمص والفول والمسبحة والفلافل" كانت تشهد في السابق إقبالاً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع السوري، نظراً لرخص ثمنها ولذة طعمها وفوائدها الغذائية، بيد أنها أصبحت هذه الأيام صعبة المنال بعد أن حلقت أسعارها إلى مستويات فاقت إمكانيات الأسر التي بالكاد تستطيع تأمين ثمن وجبة يومية بسيطة.

ترك تعليق

التعليق