عن كذبة المدينة "الأرخص".. وطابور الهلال الأحمر


التصنيف الذي نشرته صحيفة "ذي ايكونومنست" عن أرخص وأغلى المدن في العالم جعل الصحفيين الموالين يسارعون بالتهليل لنظام الأسد، وكأنه انتصار جديد يضاف إلى قائمة انتصاراته على السوريين، فقد حلت العاصمة دمشق في صدارة المدن الأرخص.

الواقع.. بلسان أهله

التصنيف الذي نشرته الصحيفة المذكورة اعتمد على أسعار كل من الغذاء والملابس والمواصلات وفواتير الخدمات كالماء والكهرباء والغاز، وهذا ما يقول عنه وليد -اسم حركي لصحفي محلي- أنه قمة الغرابة. يقول لـ "اقتصاد": "الصحيفة التقطت الأسعار على الأرض وهذا حقيقي فماذا يعني أن يكون سعر كيلو البطاطا 1000 ليرة سورية أي أنه يعادل 30 سنتاً وهو رخيص جداً ولكنه لمواطن دخله 50 ألف ليرة يعني غلاء باهظاً".

بقية الخدمات التي تم اعتمدها في التصنيف تثير ذعر السوريين، كالملابس مثلاً. ومع قدوم الشتاء لم يعد بمقدور السوري أن يشتري جاكيت عادي، كما يقول يوسف من كفرسوسة القديمة، في تصريح لـ "اقتصاد": "لا أريد الحديث عن الملابس الجديدة ولكن أن يكون سعر الجاكيت في البالة 35 ألف ليرة فهذه كارثة أي أنه يعادل أكثر من نصف راتب الموظف".

"فريدة" من الريف الغربي تتحدث عن أسعار الملابس النسائية فتقول: "تحتاج أي سيدة لحوالي 100 ألف ليرة لتكسو نفسها فسعر المانطو 45 ألف ليرة وأي بلوزة بين 20-25 ألف ليرة ومثلها الأحذية فالكندرة الوسط سعرها بين 20-30 ألف ليرة".

أما عن الكهرباء والغاز والخبز وهي من مقومات التصنيف السابق، فيقول الصحفي المحلي لـ "اقتصاد": "أنا كصحفي أنتظر ثلاث ساعات على الفرن لأخذ ربطتي خبز وإن لم أتمكن فعلي بالشارع وهنا يمكن أن يصل سعر الربطة 700 ليرة أما عن الكهرباء فهي بالكاد تأتي لساعة وتنقطع لخمس ساعات في العاصمة والفواتير تزيد، وبالنسبة للغاز نحن ننتظر حصول الأزمة قريباً".

طابور الهلال الأحمر

بالأمس نشرت بعض المواقع المحلية صوراً لطابور جديد على أحد مراكز الهلال الأحمر السوري في منطقة حاميش بالعاصمة دمشق حيث ينتظر المئات دورهم للحصول على سلة المساعدات الغذائية.

يضاف هذا الطابور إلى سلسلة الطوابير التي تكذّب ما هلل له إعلام النظام حول أن العاصمة بالرغم من كل العقوبات ما زالت تعتبر مدينة رخيصة مقارنة بالجوار ودول العالم الأخرى فالسوريون يعيشون كوارث يومية للحصول على قوتهم مع توسع انتشار وباء كورونا.

حال السوريين تكذب الأرقام والتقارير والمقالات، والمعاناة ستستمر مع بقاء نظام في رأس السلطة يمارس الخديعة والقتل، وبلاد تهوي نحو قاع الفقر والضياع بسرعة كبيرة.

ترك تعليق

التعليق