معبر "سراقب" المرتقب.. ما تأثيره على الأسواق؟


بين مؤيد ومعارض لهذا الإجراء ينتظر سكان محافظة إدلب افتتاح أول معبر تجاري بين المنطقة التي تديرها المعارضة ومناطق النظام بعد معارك شباط/فبراير الماضي التي أدت لإغلاق جميع المنافذ بين المنطقتين المتصارعتين.

في وقت سابق أعلن رسمياً عن تجهيز معبر بالقرب من مدينة سراقب التي تخضع حالياً لسيطرة النظام حيث تم الاتفاق على "افتتاح المعبر في القريب العاجل"، وفقاً لبيان صادر عن إدارة المعبر عبر قناتها على تلغرام. وهو ما سينعكس سلباً أو إيجاباً على الحياة الاقتصادية والمعيشية للسكان. يمكن لهذا التقرير أن يناقش ذلك..

أدوية وألبسة وقطع سيارات

تحتاج إدلب للعديد من السلع والمواد الخام المتوفرة في مناطق النظام مثل الألبسة التي تحيكها مصانع دمشق وحلب، وقطع تبديل السيارات التي لا تزال تدخل نحو المنطقة عبر طرقات غير رسمية وبتكاليف باهظة ما يساهم في مضاعفة أسعارها عند بيعها في متاجر التجزئة.
 
ومنذ إغلاق المعابر لوحظ وجود أزمة طالت القطاع الصحي في إدلب بسبب عدم توفر الأدوية التي كانت المحافظة تعتمد على دمشق وحماة في الحصول عليها.

خضار الساحل كانت تشكل مصدراً رئيسياً في السوق الإدلبية وساهمت هذه الخضار لاسيما في فصل الشتاء في اعتدال الأسعار كونها تنافس ما تنتجه إدلب من بعض أنواع الخضار كالفليفلة الحمراء والبندورة والباذنجان والخيار.

تشكل هذه المواد قائمة التصدير الخاصة بدمشق نحو إدلب.

فماذا عن قائمة إدلب؟
 
في حقيقة الأمر سوف تستفيد أسواق النظام أكثر في حال تم فتح معبر تجاري مع مناطق المعارضة. وهذا ما يجعل كثيرين يعارضون إجراء مثل هذا.

فسوق النظام بحاجة ماسة للزيتون والزيت الذي تنتجه إدلب. كان النظام سابقاً يصدر كميات كبيرة من زيت إدلب الشهير بمواصفاته العالية نحو الأسواق الخارجية. يلاحظ هنا أن المزارعين في إدلب أيضاً ينتظرون الفرصة للبيع خارج المنطقة.

الانفتاح التجاري من جانب واحد مع تركيا عبر معبر باب الهوى يجعل من إدلب مصدراً رئيسياً للمواد الغذائية وقطع السيارات الأوروبية ولوازم سوق الكهرباء والطاقة البديلة مثل المدخرات والألواح الشمسية ومختلف القطع الكهربائية الأخرى. في المقابل شكل تمرير هذه البضائع نحو مناطق النظام، سابقاً، مصدر دخل كبير للعشرات في إدلب.

 اعتاد سوق الهال في دمشق على استقبال مئات الشاحنات الممتلئة بأنواع عديدة من الخضار التي تنتجها مناطق مثل سهل الروج في إدلب إضافة لفاكهة المناطق الحدودية مثل حارم ودركوش. هنا أيضاً؛ لا يمكن وصف معاناة مزارعي إدلب الذين قلت أرباحهم بشكل فادح بعد إغلاق المعابر.

نفس الطرح يمكن تطبيقه على مربي الدواجن والبيض الذين تعرضوا أكثر من مرة لخسائر فادحة قادت العشرات منهم للتوقف عن العمل بسبب عدم وجود سوق تصريف.

يمكن لمصانع الألبسة في عفرين إيجاد سوق خارجي لها في حال تم فتح معبر سراقب حيث ستنقل الألبسة الجاهزة نحو إدلب عبر معبر الغزاوية-دارة عزة باتجاه سراقب.

تشتهر إدلب بمقالع الحجر والرخام وتزدهر هذه الصناعة لاسيما بعد أن ساهمت فيها فصائل عديدة تدير المنطقة. بإمكان معبر كهذا أن ينتشل هذه الصناعة من الكساد والانحسار بعد وجود سوق شرهة لما تنتجه هذه المقالع الضخمة.

في المحصلة..

يمكن لافتتاح المعبر أن يؤدي إلى انتشال مهن وصناعات إدلبية من الفشل عبر إيجاد سوق تصريف تتميز بطلب واسع. لكن هذا سينعكس سلباً على المستهلك في إدلب إذ سوف ترتفع أسعار الخضار والفاكهة والدجاج والبيض وزيت الزيتون والحديد ومواد البناء.

يناقش القائمون على المعبر عبر قناة تلغرام الرسمية في الفوائد التي سوف تجنيها المنطقة من معبر سراقب والتي تتمثل في تأمين الدواء وتحريك العجلة الاقتصادية وزيادة الحركة التجارية وتحسين الأوضاع المعيشية لفئة العمال وصغار الكسبة، إضافة للمساهمة في زيادة أرباح المزارعين للتمكن من زراعة أراضيهم في الموسم القادم وحث التجار وأصحاب المشاريع المتوسطة والكبيرة على زيادة نشاطهم التجاري واستيراد البضائع من الخارج.

وأخيراً سيتمكن الخاضعون في مناطق المعارضة من "مساعدة أهلهم وشعبهم المحتل في مناطق سيطرة النظام السوري على العيش والحياة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية لديهم وإهمال النظام بهم واهتمامه بمناطقه الطائفية". لا بد هنا من ملاحظة أن هذه (صيحة) جديدة لم يعتد السكان على سماعها من الفصائل الجهادية التي تدير المنطقة.

ترك تعليق

التعليق