ما سرّ أزمة المحروقات في مناطق سيطرة "قسد"؟


عادت أزمة نقص مادة المازوت إلى محافظات الجزيرة مع دخول فصل الشتاء وسط تصاعد للأسعار بالسوق السوداء بسبب انهيار الليرة السورية وتأخر توزيع المحروقات المدعومة في الرقة ودير الزور.

وأكد الحاج "م ، شحاذة"، 50 عاماً، في تصريح لـ "اقتصاد"، أنه ينتظر مع جزء من سكان حي "الرميلة" بمدينة الرقة توزيع مازوت التدفئة الأسبوع القادم بسعر البرميل الواحد 17500 ليرة سورية، بينما يباع في السوق السوداء بأكثر من 80 ألف ليرة سورية.

وقال الرجل الخمسيني إنه يجري التوزيع  على أساس بطاقة كرتونية تحدد حصة العائلة بـ 660 لتراً من مازوت التدفئة سنوياً على دفعات كل منها 220 لتراً إلى جانب 200 لتر من الكاز واسطوانة غاز شهرياً.

وأشار إلى أن جرة الغاز "الحر" يصل سعرها إلى 15500 ليرة سورية، بينما توزع عبر "الكومينات" بسعر 3000 ليرة سورية، ومع ذلك يكون نصفها ماء. وفي حال أراد الشخص الطبخ على الكاز فيشتري لتره من التجار بسعر 400 -600 ليرة سورية.د

وتعاني معظم أحياء الرقة من انقطاع التيار الكهربائي الذي يستخدم عادة للتخفيف من الاعتماد على المحروقات خلال فصل الشتاء بالتدفئة أو في الطبخ وتسخين المياه. وحتى الآن لم يحصل الكثير من أهالي الأحياء على المازوت باستثناء "حارة البدو" وجزء من "الرميلة"، وفق الرجل نفسه.

وأفاد مصدر أهلي بارتفاع سعر مادة المازوت في "خط الجزيرة" الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدير الزور، حتى تجاوز 400 ليرة سورية في السوق السوداء أو ما يعرف بـ "الحر" محلياً، وذلك لتأخر عملية توزيع مازوت التدفئة.

وقال المصدر إنهم اشتروا المازوت بسعر يتراوح بين 350 و400 ليرة سورية الشهر الماضي، بسبب البرد، إلى جانب عدم توزيع المازوت المدعوم، مشيراً إلى أن كل عائلة تستلم على البطاقة 440 من أصل 660 لتر مخصصة للشتاء بسعر 75 ليرة سورية للتر، والباقي بعد رأس السنة، لكنه أسود اللون وكأنه "فيول" (نفط)، حسب المصدر.

كما باعت الكازيات كميات محدودة من مازوت الآليات والسيارات في بلدة "الكسرة" و"جزرة البوشمس" و"الصور" و"هجين" بسعر 125 ليرة سورية للتر الواحد.

وأقر "مكتب المحروقات" بدير الزور بأن الأزمة الحادة بمادة المازوت ناتجة عن عمل إدارة المحروقات منذ شهرين ونصف على توزيع مادة مازوت التدفئة للأهالي والبالغ عددهم 207 ألف عائلة بمعدل 12- 14 صهريجاً يومياً، مطالباً الإدارة الذاتية برفع العدد إلى 20 صهريجاً لتغذية كافة الاحتياجات ومحاربة الارتفاع الهائل في السعر وتجار المازوت والسوق السوداء.

ويتبع "مكتب المحروقات" للإدارة الذاتية الكردية، في شمال شرق سوريا.

وأوضح المكتب أن هذا التوزيع "أثّر سلباً" على مخصصات المازوت الخدمي والزراعي والسير وأن الكمية المرسلة من حقل العمر والحسكة لا تكفي، لذا قُطع مازوت السير والخدمي والزراعي وتم ضخ كامل الكمية للتدفئة.

واعترف المكتب في بيان بارتفاع المازوت في السوق السوداء إلى 300 ليرة سورية للتر الواحد خلال الشهر الماضي.

وعزا مراقبون وشبكات محلية هذا النقص إلى سبب آخر وهو استمرار إمداد مناطق سيطرة النظام السوري، بالمحروقات، عبر معابر الرقة البرية أو المعابر المائية على نهر الفرات في دير الزور.

ترك تعليق

التعليق