ما صحة الأنباء حول إيقاف عمليات تزويد النظام بالنفط من مناطق "قسد"؟


تضاربت الأنباء حول وقف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تزويد النظام بالنفط الخام، ففي حين نقل "تلفزيون سوريا" عن مصادر، تأكيدات بأن "قسد" أوقفت توريد النفط للنظام، نفى الخبير بالشأن الكردي، الدكتور فريد سعدون لـ "اقتصاد" هذه الأنباء، واصفاً إياها بـ "غير الدقيقة".

ويعتمد النظام على كميات النفط الخام التي تصله عبر الصهاريج من مناطق "قسد"، بشكل كبير، لتأمين حاجته من المشتقات النفطية، وذلك رغم القيود التي يفرضها قانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا، على تزويد آلة النظام العسكرية بالوقود.

ويتم نقل النفط الخام من مناطق "قسد" عن طريق المعبر المائي شرقي دير الزور، والطريق البري الذي يمر بمحافظة الرقة، وتتولى شاحنات تابعة لـ "شركة القاطرجي" نقل النفط إلى مصفاة حمص.

وحسب "تلفزيون سوريا" فإن غالبية آبار النفط في جبسة ورميلان متوقفة منذ أيام مع تعليق تصدير النفط للنظام بأوامر أمريكية، وعملية استخراج النفط حالياً مقتصرة على كميات محدودة لتغطية حاجة المنطقة من المحروقات.

من جانبه، نفى فريد سعدون ذلك، مؤكداً استمرار عمليات نقل النفط إلى مناطق سيطرة النظام السوري.

في المقابل، أكد الناشط السياسي الكردي، محمود شيخ نوح، وجود ضغط أمريكي على "قسد" لمنع تزويد النظام بالنفط، وقال لـ "اقتصاد": "تأتي هذه الضغوط بهدف زيادة الضغط على النظام".

وأضاف أن واردات النفط تذهب بشكل كلي تقريباً إلى قيادات "العمال الكردستاني" في جبال قنديل، مؤكداً أن "النفط لا يزال يذهب لمناطق النظام، رغم الضغط الأمريكي".

لماذا تتساهل الولايات المتحدة؟

وبسؤاله عن السبب الذي يدفع بالولايات المتحدة إلى التغاضي عن عمليات توريد النفط الخام للنظام، رغم تعارض ذلك مع قانون "قيصر"، قال فريد سعدون: "الولايات المتحدة تستخدم النفط وسيلة للضغط على النظام السوري، لكنها لا تضغط لحد الوصول إلى مرحلة انهيار اقتصاد النظام".

وأضاف أن واشنطن لا تريد إسقاط النظام، بقدر ما تريد أن تضغط عليه.

ويعزو مدير مركز "فكر للدراسات"، غياث الدك، غض الطرف الأمريكي عن عمليات توريد النفط للنظام، إلى أن هذه الصفقات تزيح عن كاهل واشنطن تقديم الدعم لـ "قسد".

وقال لـ"اقتصاد"، إن "إدارة ترامب، اتجهت لتخفيض الإنفاق الخارجي، وبالتالي غضت الطرف عن هذه العمليات رغم تعارضها مع قانون قيصر، لتسمح لـ (قسد) بالحصول على الأموال".

وحسب الدك، فإن مناطق سيطرة النظام تعد السوق الوحيدة المتاحة أمام النفط الذي يُنتج في شمال شرق سوريا، بحيث لا يحتاج العراق إلى استيراد النفط، ولا تركيا التي لا تتعامل مع "قسد".

وسبق وأن أكدت مصادر لـ"اقتصاد" وجود نقص شديد في المحروقات يعاني منه السكان في مناطق سيطرة "قسد"، وتحديداً في مادة "المازوت" التي يستخدمها الأهالي للتدفئة.

وأرجعت المصادر النقص الحاصل في مناطق "قسد"، إلى استمرار عمليات توريد النفط الخام إلى النظام.

وخلال الشهر الماضي، تعرضت أكثر من قافلة لشاحنات نقل النفط إلى هجمات من قبل خلايا تنظيم الدولة، وذلك في ريف الرقة الخاضع لسيطرة النظام، ما دفع بالأخير إلى شن عمليات عسكرية في البادية بهدف تمشيط الجيوب الخاضعة لسيطرة التنظيم، ومنعها من المساس بخطوط نقل النفط.

ترك تعليق

التعليق