لاجئون سوريون في لبنان يخسرون مساعدات برنامج الغذاء العالمي


قالت مصادر من العائلات اللاجئة السورية في لبنان، في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد"، إنهم تعرضوا للفصل من برنامج الغذاء العالمي، وفق معايير خاصة بالجهات المانحة، وذلك خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري.

وقال أحد المصادر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، واصفاً حالة اللاجئين السوريين "البائسة" في لبنان، إن بعضهم باتوا يقضون أيامهم وعيونهم تنظر إلى هواتفهم، وقلوبهم تكاد تنفطر حزناً، عند قراءة رسالة تصلهم لتبلغهم بحرمانهم من تلقي مبلغ الدعم الذي كانوا يتلقونه خلال العام الجاري، وذلك وفق وصف المصدر.

كانت مفوضية اللاجئين في لبنان، ومعها برنامج الأغذية العالمي، وهما الجهتين الأساسيتين اللتين تمنحان مساعدات نقدية وغذائية للاجئين السوريين في لبنان، قد بدؤوا بإبلاغ لاجئين هناك، بأنهما سيعيدان تقييم الحالات والأسس التي مُنحت وفقها المساعدات لبعض العائلات اللاجئة.

ومنذ حوالي الأسبوع، بدأت تصل رسائل للهواتف المسجلة في ملفات اللاجئين السوريين، تبلغهم بأنهم باتوا "غير مخولين" باستلام مساعدات بدءاً من شهر شباط/فبراير من العام القادم.

ووفق مصادر من اللاجئين تحدثت لـ "اقتصاد"، فإن بعض من تم فصلهم من المساعدات النقدية أو من "كرت التغذية"، كانوا من كبار السن والعجزة والمعاقين والأرامل، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول معايير دراسة الحالات، التي تعتمدها المفوضية وبرنامج الغذاء العالمي.

ويترافق ذلك مع موجة ارتفاع كبيرة للأسعار في لبنان، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، حيث كان كل 1 دولار يساوي 1500 ليرة لبنانية - قبل الانهيار الكبير لسعر صرف الليرة اللبنانية- وحينها كانت المفوضية تمنح مساعدة للشخص الواحد (في حال كان مخولاً) قدرها 27 دولاراً أي بما يساوي 40 ألف ليرة لبنانية تقريباً، في ذلك الوقت. ولكن اليوم،  وبعد أن قفز سعر صرف الدولار ليتجاوز 8500 ليرة لبنانية لكل دولار، تمنح المفوضية مبلغ 100 ألف ليرة لبنانية لكل فرد من أفراد العائلات التي تتلقى مساعدات، أي أصبحت القيمة الحقيقية للمساعدة، ما يقارب 11,76 دولار، وهنا يمكن ملاحظة الفرق في سعر الصرف، وتقديرات المفوضية المبنية على سعر الصرف القديم، من دون مراعاة الفروق والغلاء في الأسعار.

ويترافق ذلك أيضاً، مع تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية في لبنان عموماً، وعليه بات أغلب اللاجئين السوريين في لبنان ممن توقفت أعمالهم- وحالهم كحال الكثير من اللبنانيين- لا يوجد لهم مصدر دخل سوى كرت المساعدات "الكرت الأحمر" رغم عدم كفايته، ولكنه بقي كـ "البحصة التي تسند الجرة".

وتبلغ المأساة أشدها لدى الكثير من اللاجئين السوريين ممن لا يتلقون أية مساعدات ومنذ سنوات لجوئهم الأولى وحتى الآن، على اعتبار أنهم "غير مخولين"، أي لا يحققون شروط الحصول على المساعدات، حيث أكد لنا الكثيرون ممن تواصلنا معهم في لبنان عدم تلقيهم لأي نوع من المساعدات الغذائية أو المالية أو حتى من اليونسيف، منذ سنوات، وهذا ما أكدته لنا (ت، ع)، وهي لاجئة سورية في لبنان، بقولها: "يلي مسجل من ٢٠١٣ وكل سنة ينطر ويتفائل وآخر شي على الفاضي ما شفنا شي من الأمم (المفوضية) بس شتوية.. ومن حقنا ناخذ بس غذائية أقل شي".

"اليونيسيف" ومساعدة دعم لمرة واحدة

في سياق متصل، كانت منظمة "اليونسيف" قد أعلنت في لبنان على موقعها الرسمي بتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر 2020 بأنه: "نظراً للأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تؤثر الآن على غالبية السكان في لبنان، تقدم اليونيسف المزيد من المساعدات النقدية لأكثر من 70 ألف طفل في جميع أنحاء البلاد بهدف مساعدة العائلات لضمان رفاه أطفالهم". وتشير المنظمة في موقعها أنها بلّغت العائلات عن تحويل المبلغ المحتسب "إلى بطاقتهم عبر رسائل نصّية قصيرة".

 إذ تحصل العائلات اللبنانية وغير اللبنانية المؤهلة، التي لديها أطفال دون الثامنة عشر، ولمرة واحدة، على مبلغ قدره 460 ألف ليرة لبنانية للطفل الواحد وبحد أقصى لثلاثة أطفال في العائلة الواحدة، كما تحصل العائلات اللبنانية التي ليس لديها أطفال على دعم قدره 460 ألف ليرة لبنانية.

وعند الاستفسار من لاجئين سوريين في لبنان عن الأمر، أكدوا لنا أنه -منذ أسبوع- بدأت تصل رسائل لبعض العائلات اللبنانية والفلسطينية وبعض العائلات من اللاجئين السوريين في لبنان تعلمهم بتلقي مساعدات من اليونسف بمبلغ 460 ألف ليرة لبنانية، حيث ستحصل العائلات المختارة لتلقي هذه المساعدة –تختارهم منظمة اليونسيف - مساعدة لمرة واحدة.

والملاحظة الأهم أنه لا يوجد طريقة للتسجيل لتلقي هذه المساعدة، حيث قامت الجهة الموزعة بدراسة الملفات واختيار المؤهلين لتلقيها. ولا يشترط وجود أطفال في المدارس، فهي ليست مساعدة للتعليم، وإنما دعم اقتصادي للبعض. ولمرة واحدة فقط.

ترك تعليق

التعليق