ما الفائدة المرجوة روسياً من إعادة افتتاح الطريق الدولي (إم-4)؟


أعادت روسيا افتتاح المقطع الذي يصل مدينة الحسكة بمدينة عين عيسى شمالي الرقة من الطريق الدولي "إم -4" أمام عبور السيارات المدنية والتجارية، بعد إغلاقه لأكثر من شهر نتيجة التطورات العسكرية في المنطقة.

ويبدو أن إعادة افتتاح الطريق الدولي "إم-4" أمام حركة العبور، صار واحداً من أهم الأهداف التي تتطلع روسيا إلى تحقيقها في الملف السوري.

ويتضح ذلك، من خلال تركيز روسيا على افتتاح هذا الطريق الهام، الذي يصل الساحل السوري بمعبر ربيعة عند الحدود العراقية- السورية، في أقصى شمال شرق الحسكة، مروراً بالشمال السوري (إدلب وحلب)، والرقة.

ويتقاسم السيطرة على الطريق الدولي كل من النظام السوري والمعارضة (مقاطع منه في إدلب وريف حلب الشمالي)، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

ويثير ذلك جملة من التساؤلات حول الأهداف المرجوة روسياً من إعادة افتتاح هذا الطريق.

طريق النفط

وفي هذا السياق، يعزو الباحث بالشأن الاقتصادي، أدهم قضيماتي، اهتمام روسيا بإعادة افتتاح الطريق الدولي (إم-4) إلى التطلع لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف باقتصاد حليفها نظام الأسد.

ويوضح في حديثه لـ"اقتصاد" أن "إم-4" يعد طريقاً هاماً لتوريد النفط المنتج من مناطق "قسد" شرقي الفرات الى مناطق النظام، وكذلك فإن من شأن افتتاح الطريق الدولي تصريف الإنتاج الزراعي من مناطق الساحل، نحو العراق.

وأشار قضيماتي إلى أن روسيا تحاول إيجاد بديل عن الطريق الصحراوي (حمص- دير الزور)، لأن هذا الطريق لا يعد آمناً، بسبب انتشار خلايا تنظيم الدولة في بعض جيوب البادية السورية.

بوصلة روسيا

بدوره، وصف الباحث الاقتصادي سمير الطويل، خلال حديثه لـ"اقتصاد" الطريق الدولي "إم-4" ببوصلة روسيا حالياً في الملف السوري.

وقال إن روسيا تعتبر الطريق بمثابة عصب المواصلات في سوريا، حيث تعتقد روسيا أن افتتاح هذا الطريق سيسهم في تقليل حجم الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها النظام السوري.

وأضاف الطويل، أن الطريق الدولي يصل شرق سوريا بالساحل السوري والجنوب كذلك، وأردف "تتطلع روسيا إلى تحقيق انفراج اقتصادي، وتحديداً لجهة تصدير البضائع السورية إلى العراق، واستيراد ما يلزم بعيداً عن المضايقات التي تتعرض لها المواد الضرورية القادمة إلى سوريا عن طريق البحر".

الهروب من "قيصر"

وثمة هدف مهم تتطلع إلى تحقيقه روسيا من خلال إعادة افتتاح الطريق الدولي، يشرحه المفتش المالي المنشق عن النظام منذر محمد، لـ "اقتصاد".

يقول محمد: "تعتقد روسيا أن إعادة افتتاح الطريق سيجعل تزويد النظام السوري بالمواد الأساسية (محروقات، قمح)، أكثر سلاسة من طريق البحر، حيث تراقب الولايات المتحدة السفن المتجهة إلى الموانئ السورية".

وحسب المفتش المالي، فإن تركيز روسيا على افتتاح الطريق اتضح بشكل أكبر مع زيادة الولايات المتحدة حزم العقوبات بموجب قانون "قيصر" على النظام السوري.

وفي السياق ذاته، يعتقد محمد أن إعادة افتتاح الطريق الدولي لن يتم إلا بتنسيق مع تركيا، التي تشرف على مقاطع واسعة منه، جنوب إدلب، وشمال شرق حلب.



ترك تعليق

التعليق