تحسباً ضد التنظيم وإيران.. قوات روسية بمحيط حقل التيم النفطي


نفذت القوات الروسية عمليات إعادة انتشار واسعة في محيط حقل التيم النفطي شرق دير الزور، تحسباً لهجمات من خلايا تنظيم الدولة، بعد أن صعّدت الأخيرة من وتيرة هجماتها في بادية دير الزور، وسط تحليق مكثف للطائرات الروسية واستهدافها مواقع التنظيم بالقرب من الحقل.

وقال الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، من دير الزور، إنه إلى جانب أهمية حقل التيم من الناحية الاقتصادية، بات الحقل يعتبر خط الدفاع الأول عن مطار دير الزور العسكري، حيث لا يبعد عنه سوى كيلومترات معدودة.

وأوضح لـ"اقتصاد" أن حقل التيم خط الدفاع الأول عن المطار الذي يعتبر القاعدة الروسية الأهم في عموم دير الزور، وزيادة الانتشار العسكري الروسي فيه تعني زيادة المخاوف الروسية من هجمات محتملة للتنظيم.

وأضاف علاوي أنه "يبدو أن التنظيم استعاد المبادرة في بادية دير الزور، وبدأ يشن هجمات أكبر على مناطق سيطرة النظام وروسيا وإيران"، لافتاً إلى أن تواجد القوات الروسية في حقل التيم من شأنه رصد الطرق الواصلة بين البادية ودير الزور.

ومساء الأحد، استهدفت خلايا التنظيم بكمين قافلة صهاريج وحافلات تقل عسكريين للنظام، وقتلت ما لا يقل عن 9 عناصر من قوات النظام، وقبلها بأيام نفذت خلايا التنظيم عملية تعد الأكبر منذ سيطرة النظام على البادية السورية، أدت إلى مقتل 40 عنصراً من "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، عند تقاطع الشولا على طريق تدمر-دير الزور. ومؤخراً بدأت تتوسع هجمات خلايا التنظيم باتجاه حقل التيم النفطي، وحقل الشولا.

من جانبه، اعتبر الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أن روسيا تحرص على عدم إلحاق الأضرار بحقل التيم النفطي، وذلك بعد الانتهاء حديثاً من عمليات صيانة وإعادة ترميم الحقل.

وكانت "وزارة النفط" التابعة للنظام، أعلنت قبل أيام أن عمّال شركة الفرات للنفط أنهوا أعمال الصيانة وإعادة الترميم لشبكة المياه المغذية لحقل التيم النفطي في ريف دير الزور الجنوبي الغربي الضرورية لعملية غسل النفط وخزانات الإطفاء والتي تشمل محطة الضخ وخط الأنابيب والخزان الرئيسي.

وحسب "سانا"، "تعرضت محطة الضخ للعبث والتخريب من قبل "التنظيمات الإرهابية"، والذي طال المعدات الكهربائية والمضخات وأجهزة المراقبة والتحكم ومرافق إقامة العاملين وخزان التجميع في المحطة الرئيسية بالحقل، وفق وكالة الأنباء التابعة للنظام.

وقال السعيد لـ"اقتصاد": "تريد روسيا تأكيد السيطرة على الحقل، لقطع الطريق على أي محاولة إيرانية للتمدد في المناطق المحيطة به".

وفي هذا الصدد أشار الباحث، إلى حادثة مقتل مهندس إيراني من الحرس الثوري بإطلاق نار من قبل عناصر حراسة حقل التيم الروس، في الشهر الماضي، إثر محاولته الدخول عنوة إلى الحقل.

وقال السعيد، إن المنطقة تشهد توترات روسية- إيرانية، وكذلك تشهد تزايد الهجمات من قبل خلايا التنظيم، وكل ذلك يجعل القوات الروسية في حالة تأهب قصوى عسكرياً وأمنياً.

يذكر أن النظام السوري كان قد استعاد السيطرة على حقل التيم من تنظيم الدولة في أيلول من 2017 بعد هجمات ومعارك خاضها بدعم جوي روسي ضد التنظيم.

ترك تعليق

التعليق