روسيا تحسم أمرها بالتمديد للأسد.. توقيت الصفقة لم يحن بعد


توحي المؤشرات بأن روسيا حسمت أمرها حيال التجديد لولاية رئاسية مقبلة لبشار الأسد، بما يؤكد ثبات الرؤية الروسية للحل في سوريا، بفرض بقاء نظام الأسد.

وبدأت روسيا بإعداد العدة للانتخابات المقررة أواخر أيار المقبل، من خلال انتقاد المواقف الدولية غير المعترفة بنتائج الانتخابات، التي ستعطي للأسد ولاية جديدة مدتها 7 سنوات.

جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، قائلاً إن "دعوات بعض الدول لعدم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام في سوريا، تقوض الأداء المستقر للمؤسسات الرسمية في هذه الدولة".

وتابع في حديثه لوكالة "نوفوستي" الروسية، "تظهر تصريحات في بعض المحافل الدولية حول التبني العاجل لدستور جديد، وعدم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا. وهذا يعني عملياً حرمان السوريين من حق انتخاب قيادتهم، وفي الوقت نفسه يقوضون استقرار عمل مؤسسات الدولة السورية".

وقت التخلي عن الأسد لم يحن

واعتبر الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، سامر إلياس، أن روسيا لم تحسم أمرها لجهة بقاء الأسد، غير أن زمن التغيير لم يحن بعد، لعدم وجود صفقة واضحة مع الولايات المتحدة حول مستقبل سوريا.

وأضاف لـ "اقتصاد"، أن روسيا لم تعلن يوماً تمسكها بالأسد، وإنما تبرر دائماً دفاعها عنه، بحديثها عن ضرورة الحفاظ على الدولة، وعلى ذلك نستطيع القول بأن روسيا تنتظر مآلات السياسة الأمريكية مع إدارة جو بايدن الجديدة.

وأوضح إلياس، أن الولايات المتحدة فوضت روسيا في العام 2016 بإدارة الملف السوري، عبر اتفاق لافروف- كيري، واليوم تبدو السياسة الأمريكية الجديدة في سوريا ضبابية، وتحديداً لجهة انخراط إدارة بايدن بشكل أكبر في الملف السوري.

وقال: "روسيا ترى أن انخراط إدارة بايدن في الملف السوري لن يكون أمراً سريعاً بسبب أولويات هذه الإدارة، وبالتالي هي تنتظر نضوج صفقة كبيرة، أي حل سياسي يضمن لها مكاسب اقتصادية وسياسية في المنطقة".

وحسب إلياس، فإن روسيا تتطلع للحصول على أكبر حصة ممكنة من الكعكة الاقتصادية السورية، وهذا ما سيدفعها إلى حلول سياسية.

وبهذا المعنى، يرى الكاتب الصحفي أن الانتخابات المقبلة لا تعني بقاء الأسد لفترة رئاسية كاملة (7 سنوات)، فبرأيه يمكن تنظيم انتخابات جديدة في غضون أشهر، في حال توفرت الإرادة الدولية والتوافق على التخلي عن الأسد.

وما يلفت انتباه إلياس هو وجود قبول للأسد من بعض الأطراف الإقليمية، ما يمهد لبقاء الأسد في المدى المنظور.

وفي وقت سابق، أكدت مستشارة الأسد بثينة شعبان أن الانتخابات الرئاسية في سوريا ستجري في موعدها، دون أي تغيير فيها.

وقالت إن "دستور 2012 هو الذي سيحدد المرشحين، وهناك إجراءات وآليات ودستور يحدد من يحق له أن يترشح ومن لا يحق له الترشح، وفق الدستور والإجراءات المتبعة سوف يتم التعامل مع الأمر بكل موضوعية وبكل هدوء".

في السياق، تحدثت مصادر صحفية عن شروط وضعتها روسيا على الأسد للموافقة على ترشحه مجدداً، مبينة أن من الشروط تمكين آخرين ترشحهم موسكو للمنافسة، وإصدار "قرارات عفو" وإطلاق سراح المعتقلين.

ورجح المراقب الاقتصادي، والمفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، أن تقدم روسيا على مدّ الأسد بالمحروقات والقمح خلال الفترة المقبلة، وذلك بهدف المساهمة في فك الضائقة عن السوريين، للترويج للأسد مجدداً.

وقال لـ"اقتصاد": "للآن تبدو روسيا متمسكة بالأسد، والواضح أن تمسكها به يؤكد ارتباط مصالحها باستمراره بالحكم"، مستدركاً: "علماً بأن بقاء الأسد لا يخدم مصالح روسيا السياسية ولا الاقتصادية".

ترك تعليق

التعليق