لماذا يركز التنظيم على ضرب قوافل النفط المتجهة نحو مناطق النظام؟


انطلاقاً من الجيوب الخاضعة لسيطرتها في صحراء يصعب ضبطها، تركز خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" على استهداف قوافل الشاحنات المحملة بالنفط الخام القادمة من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نحو مناطق سيطرة النظام.

وخلال الآونة الأخيرة، استهدفت خلايا التنظيم قوافل النفط المملوكة لشركة "القاطرجي" لأكثر من مرة، ما أثار حالة من الهلع، وتساؤلات حول أسباب تركيز خلايا التنظيم على ضرب قوافل نقل النفط.

وفي تفسيره لذلك، يؤكد الباحث المختص بشؤون الجماعات الجهادية، عرابي عرابي، أن التنظيم يحاول زيادة استنزاف النظام السوري اقتصادياً وعسكرياً، اقتصادياً بمنع وصول النفط، وعسكرياً من خلال قتل مرافقة الشاحنات وهم من المقاتلين التابعين للنظام (مليشيا القاطرجي).

وأضاف لـ"اقتصاد" أن التنظيم يسعى كذلك إلى تأمين المال عن طريق ضرب هذه القوافل، وقال: "سابقاً كان يتم دفع مبالغ مالية من قبل الوسطاء للتنظيم، مقابل مرور القوافل عبر البادية السورية بشكل آمن"، على حد تأكيده.

وقال إن "تكثيف الضربات مؤخراً، يفسر على وجهين، الأول أن التنظيم تخلى عن فكرة الحصول على الأموال لقاء عدم الإضرار بالقوافل، والثاني أن القائمين على القوافل توقفوا عن دفع الأموال للتنظيم، وهذا ما عده الأخير إخلالًا بالاتفاق، والعمليات هنا تهدف إلى إرغام (القاطرجي) على العودة إلى الاتفاق، أي دفع الأموال مقابل السماح للقوافل بالعبور".

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي، فراس علاوي، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تفسر تصعيد التنظيم لوتيرة هجماته التي تستهدف قوافل النفط على الطريق الواصل بين مناطق سيطرة "قسد" ومناطق النظام.

وفي حديثه لـ"اقتصاد"، قال علاوي، إن السبب الأول هو عملية مساومة من قبل خلايا التنظيم لأجل تحصيل فدى مالية من الشركات الناقلة وخاصة "شركة القاطرجي" أكبر مستثمر بنقل النفط إلى مناطق النظام، بهدف الحصول على تمويل، من خلال خطف السائقين وطلب فدية عنهم.

وأضاف، أن السبب الثاني، هو الضغط على "قسد" لذات السبب، أي محاولة ابتزازها من أجل الحصول على عوائد حماية الطريق من أجل عمليات التمويل، وأخيراً يحاول التنظيم ضرب البيئة الحاضنة لتلك المناطق من أجل إرهابها واستمرار السيطرة عليها من خلال عمليات الضرب والسيطرة على مناطق وطرق نقل النفط فيها وبالتالي الإبقاء على حالة توازن الرعب هناك.

ورغم العمليات الروسية المتكررة وتركيز آلتها العسكرية على تمشيط البادية السورية من خلايا التنظيم، وحشدها لهذه المهمة تعزيزات عسكرية من قوات النظام، إلا أن التنظيم كثف مؤخراً من عملياته ضد النظام ومليشيات إيران و"قسد".

ويعزو مراقبون فشل العمليات ضد خلايا التنظيم إلى أسباب عدة، في مقدمتها عدم انخراط روسيا بشكل كبير في هذه العمليات. إلى جانب وجود التنظيم في مناطق نائية وابتعاد خلاياه عن مركزية القيادة والقرار، وتخليها كذلك عن فكرة السيطرة على الأرض، وعدم وجود خطوط مواجهة فعلية، صعّبت مهمة تعقبه وملاحقته على روسيا والنظام وإيران.

ترك تعليق

التعليق