بين روتين البطاقة الذكية وجحيم السوق السوداء.. جيل من السوريين، ضائع معيشياً


تحصل "سمية" بموجب البطاقة الذكية، على سلة غذائية تحوي كميات قليلة من السكر والشاي والرز، لا تكاد تكفي الأسبوع الأول من الشهر، لتضطر بعدها إلى الاكتواء بلهيب الأسعار في السوق السوداء.

ومنذ العام 2014 بدأ النظام بمحاولة تفعيل مشروع "البطاقة الذكية" الذي يتمثل بإرسال رسائل نصية "sms" بشكل دوري لمواطني المناطق التي يسيطر عليها النظام. كانت البداية في تموز  2014 في محافظة السويداء، حيث بدأت حكومة النظام بتوزيع المحروقات للآليات الحكومية، لتشمل بعد ذلك جميع المحروقات بما فيها مازت التدفئة. عممت حكومة النظام هذا المشروع على باقي المحافظات، ليشمل أيضاً، الخبز، ومواد غذائية أساسية، توزع كما يقول سكان من دمشق "بالقطارة".

يقول "أبو إبراهيم" أحد سكان دمشق لـ "اقتصاد" إن تفعيل البطاقة الذكية لم يلغ مشاهد الطوابير المتعددة الاختصاصات في العاصمة. "لدينا ازدحام يومي على الخبز، وهناك طابور خاص بالبنزين، وآخر بقسائم مازوت التدفئة.. وهلم جرّه".

كغيره من السكان لا يحصل "أبو كمال" على ما يكفي احتياجات أسرته من مواد وخبز ومحروقات من البطاقة الذكية.

يقول أبو كمال إن نصيب الشخص الواحد عبر البطاقة الذكية، شهرياً: 1 كيلو سكر،1 كيلو رز، 200 غرام شاي، إضافة لجرة غاز كل 23 يوماً، و 200 ليتر من المازوت كل ثلاثة أشهر.

ويضيف: "المعيشة ليست عبارة عن سكر وشاي فقط.. لذلك اخترعوا فكرة البطاقة الذكية لتغطية عجز الحكومة عن تأمين معيشة مقبولة للمواطن".

يضاف إلى ذلك أن المواد الممنوحة عبر البطاقة الذكية بكمياتها القليلة ليست كافية. لذلك يجد السكان أنفسهم مضطرين للجوء إلى السوق السوداء.

يشرح أبو إبراهيم طريقة الحصول على المازوت من السوق السوداء على سبيل المثال "هناك بسطات تبيع المازوت في الشوارع أغلبها لضباط وعناصر من جنود النظام.. يبيعون الليتر الواحد بأكثر من 1200 ليرة".

يعتبر سكان بأن اللجوء إلى السوق السوداء باهظ التكلفة مقارنة بأسعار المواد التي تباع عبر البطاقة الذكية. فربطة الخبز تباع عبر البطاقة بـ 100 ليرة بينما يبلغ سعرها في السوق 500 ليرة. السكر (كيلو) بـ 500، أما في السوق فيباع بـ 1400 ليرة. في حين يباع الرز (كيلو) بـ 600 ليرة عبر البطاقة الذكية، وفي السوق لا يقل عن 1900 ليرة. أما جرة الغاز فيبلغ ثمنها عبر البطاقة 3000 ليرة. ويتضاعف عدة مرات في السوق السوداء حيث تباع الجرة الواحدة بـ 20 ألف ليرة.
 
تقول "سميرة" التي تقيم في مدينة بريف دمشق إنها مضطرة لشراء لوازم معيشية كثيرة من السوق السوداء. الأسعار باهظة -وفقاً لـ "سميرة"- في ظل غياب المواد الضرورية.  لذلك، "باتت الحياة لا تطاق". وتتابع: "ما عدا الكميات القليلة التي نحصل عليها من الحكومة عبر البطاقة الذكية، كل المواد مرتفعة بشكل لا يوصف".

ترك تعليق

التعليق