مسؤولو النظام يقدّرون معاناة المواطنين في تحمل شظف العيش!


نغمة جديدة بدأ يعزف عليها العديد من مسؤولي النظام، من خلال رفعهم لأسمى التحيات للمواطنين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار وغياب الكهرباء ونقص المواد، ثم يتحملون كل ذلك وإن على مضض، لكن من وجهة نظر هؤلاء المسؤولين، فإن صبرهم يستحق التقدير والاحترام.

هذا الخطاب دائماً ما يأتي مشفوعاً بشكوى من عدم قدرة الحكومة على فعل المزيد لحل المشكلات التي يعاني منها السوريون، مع أنها تفعل ما بوسعها، لكن ليس بالإمكان أكثر مما كان.

أكثر المستخدمين لعبارات شكر المواطنين على تحملهم وتقدير معاناتهم، هو وزير الكهرباء الذي يدعى غسان الزامل، فهو منذ توليه منصبه قبل عدة أشهر، لا يكاد يخلو تصريح له من التأكيد على حق السوري، ليس بالكهرباء، وإنما بعدالة التقنين الكهربائي، لكن رغم كل الجهود التي يبذلها، إلا أن هناك مناطق في ريف دمشق على سبيل المثال لا تصلها الكهرباء طوال اليوم سوى ساعة واحدة، بينما هناك مناطق يمكن أن تصل فيها ساعات الوصل الكهربائي إلى ست أو سبع ساعات في اليوم.

الوزير ذاته، قدم في آخر تصريحات له، وقائع مؤلمة عن مستقبل التغذية الكهربائية في سوريا، عندما اعتبر أن الحل الوحيد لعودة الكهرباء إلى سابق عهدها، هو من خلال إقامة مشاريع طاقة بديلة فقط، مقدماً بيانات متشائمة عن إمكانية الاعتماد على المشتقات النفطية في تشغيل محطات التوليد في المستقبل القريب.

كما أكد الزامل أن حاجة سوريا من الكهرباء تبلغ أكثر من 7 آلاف ميغاواط، بينما المتوفر هو أقل من 3 آلاف ميغاواط، وهو ما يعني بحسب مختصين، بأن البلد بحاجة إلى مشاريع طاقة بديلة لتغطية هذا النقص، بمساحة تعادل دولة لبنان، نظراً لأن إنتاجية مشاريع الطاقة الشمسية تحديداً تعتمد في قدرتها على التوليد، على المساحات الكبيرة التي تشغلها.

وفي السياق ذاته، كان لافتاً استخدام رئيس حكومة النظام، حسين عرنوس، في تصريحاته الأخيرة، لنفس عبارات الشكر والتقدير لصبر المواطنين، وتفهم معاناتهم، عندما تحدث عن موضوع الكهرباء تحديداً، مستعيناً بذات أفكار وزيره، بأن المسؤولين عن هذا القطاع يبذلون أقصى جهدهم لتحقيق العدالة في التقنين.. وهو ما يشير إلى أن مسؤولي النظام يحاولون اختزال المشكلة، بأنها تتعلق بعملية تنظيم الظلم بين السوريين، وليس برفعه عن رقابهم.

(الصورة لـ وزير الكهرباء بحكومة النظام، غسان الزامل)

ترك تعليق

التعليق