"التنين" يلتهم محاصيل "الهيشة" في طرطوس


التهم "التنين البحري" الأسبوع الفائت بستان المزارع أبو علي في "قرية الهيشة" بمحافظة طرطوس مسبباً له خسائر مادية لا تقل عن 12 مليون ليرة سورية، إذ فقد 4 بيوت بلاستيكية مع هياكلها المعدنية وكامل المحصول الزراعي.

وضرب إعصار "التنين البحري" أرجاء واسعة من محافظة طرطوس لا سيما البلدات الساحلية منها، مخلفاً أضراراً جسيمة في قطاعات عديدة كـ الزراعة والكهرباء والصرف الصحي والمواصلات والإعلان ومحال تجارية.


"اقتصاد" رصد تضرر أربعة محطات كهرباء رئيسية "عمريت - القدموس - دريكيش - الروضة"، وعدد كبير من الخطوط والشبكات، كما وتسبب "التنين" باختناقات وانقطاعات مرورية نتيجة السيول الغزيرة المحملة بالحجارة والصخور من المناطق الجبلية. وسُدّت عبّارات تصريف الصرف الصحي التي باتت بأمس الحاجة إلى التعزيل، وتسربت المياه إلى منازل السكان.

وكان القطاع الزراعي الأكثر تضرراً جراء السيول والفيضانات، إذ تجاوز عدد البيوت البلاستيكية المدمرة كلياً 439 في أكثر من 10 قرى ساحلية كالـ "المرقب - مجدلون - حريتون - جماسة - البيضا - مرقية - الطليعي - المنطا - ميعار - المحرك الفوقاني - الهيشة".


رسمياً أطاح "التنين" بمدير المواصلات الطرقية، حيث أصدر محافظ طرطوس في "نظام الأسد" قرار إعفاء بحقه وُصف على وسائل التواصل الاجتماعي بـ "ذر الرماد في العيون"، كونه إجراء لا يُقدم ولا يؤخر لدى المتضررين، فيما تستمر دائرة الزراعة بتوثيق الأضرار لإرسالها إلى صندوق التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية لتتم دراستها وتعويض المزارعين المتضررين.


المزارع أبو علي وثق أضراره في الدوائر الرسمية دون تفاؤل، حيث أكد لـ "اقتصاد" أنّه حتى الآن لم يتم تعويض المزارعين عن الأضرار التي حدثت في "تشرين الثاني العام الماضي" جراء إعصار مماثل طال المحافظة، مشيراً بأن حجمها آنذاك كان بنحو 195 بيتاً بلاستيكياً عائدة لأكثر من 30 مُزارعاً.

ويُؤكد أبو علي عجزه عن إعادة ترميم بستانه بسبب التكلفة العالية، إذ يبلغ سعر اللفة الواحدة من النايلون نصف مليون ليرة سورية، وطن الحديد الواحد مليون و200 ألف ليرة على أقل تقدير، ناهيك عن أجور تكلفة النقل والتصنيع المماثلة.


 ويُنذر هذا الوضع بارتفاع أسعار أصناف كثيرة من الخضراوات كون أسواق المحافظة خسرت محاصيل كثيرة أبرزها "بندورة - كوسا - باذنجان - فليفلة - خيار".

وشهدت محافظة طرطوس هذا العام هطولات مطرية تُعد الأغزر منذ سنوات والأفضل على مستوى الجغرافيا السورية، وأدت الأمطار إلى امتلاء أكثر سدود المحافظة، حيث امتلأ سد خليفة بسعة 3 مليون متر مكعب، وسد الأعظمي بـ 4.5 مليون متر، وسد دريكيش الذي يُعتبر أبرز مصادر دعم مياه الشرب بـ 3 مليون متر مكعب، باستثناء سد الباسل الذي يبلغ حجم تخزينه 13 مليون متر مكعب.


وتُعرف ظاهرة إعصار "التنين البحري" بالشاهقة المائية التي تحدث فوق البحر، وتُسمى بـ "النكباء" عندما تصل إلى اليابسة، يتراوح قطرها بين عدّة أمتار قليلة إلى كيلو متر، تُشكل سحابة قمعية قاعدتها سحابة ركامية من الأعلى إلى الأسفل، ولها قدرة تدميرية هائلة. يُرافق الإعصار رياح شديدة وحبات برد كثيفة وموجة رعد عنيفة وصواعق. ويعود الاسم إلى الأساطير القديمة التي تتكلم عنه وتصف حجمه الضخم وقوته الضاربة.


(الصور المرفقة متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي)

ترك تعليق

التعليق