خدمة "واي فاي" في إدلب.. مكلفة، وأعطال كثيرة في الشتاء


في مكتب شركة "نبض الحياة" لخدمة الإنترنت في مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، يحاول مشتركون جدد، الحصول على الخدمة دون دفع مبالغ كبيرة، مقدماً، لكن دون طائل.
 
ويضطر أي مشترك جديد في خدمة الإنترنت في إدلب التي تعمل عبر "واي فاي"، إلى دفع مبلغ لا يقل عن 500 ليرة تركية، قبل التشغيل، وذلك ثمناً لمعدات استقبال الشبكة. حيث يقول بعض المشتركين لـ "اقتصاد" إن أول ما يحتاجونه هو جهاز استقبال يوجه نحو البرج الرئيسي لشبكة الإنترنت المتصل بدوره بالكابل الضوئي القادم من تركيا، وإلى جهاز نشر "راوتر" متصل بجهاز الاستقبال.
 

يقول "محمد" أحد المشتركين، إن جهاز النشر يعد رخيص الثمن مقارنة بجهاز الاستقبال أو ما يعرف بـ "نانو"، فالسوق ممتلئ بالراوترات الجديدة بأسعار تتراوح بين 9 وحتى 17 دولار. بينما لا يقل سعر النوعيات الرديئة من أجهزة الاستقبال المستعملة، عن 30 دولار. ويباع الجهاز الجيد بسعر وسطي يصل إلى 50 دولار.

عند توصيل خدمة الإنترنت يتوجب دفع الاشتراك الشهري مقدماً. وتتعدد الخدمات المقدمة، من خدمة إنترنت محددة بباقات، من 1 وحتى 10 غيغا، وخدمة مفتوحة بسرعات متفاوتة، لكل سرعة سعر معين يبدأ من 25 ليرة تركية. وتعتبر خدمة الإنترنت المفتوحة، المفضلة دائماً لدى السكان.
تعمل الشبكة في فصل الصيف على مدار الـ 24 ساعة دون مشاكل تذكر، كما يؤكد مشتركون لـ "اقتصاد". لكن المتاعب تظهر مع حلول فصل الشتاء، والسبب يتجلى في انقطاع التيار الكهربائي عن إدلب منذ أكثر من 5 سنوات وهو ما جعل من أنظمة الطاقة الشمسية المصدر الأساسي في الحصول على الكهرباء.

 لا تعمل أنظمة الطاقة جيداً مع الغيوم الكثيفة شتاء، لذلك يتكرر انقطاع خدمة الإنترنت بشكل دائم نتيجة انقطاع الكهرباء عن الأبراج الرئيسية وهي من مسؤولية الشركة التي تلجأ عادة لتشغيل مولدة كهربائية تعمل على الديزل. أما جهازا الاستقبال والنشر فيحتاجان إلى الكهرباء بشكل أقل من الأبراج، وتُلقى مسؤولية إيصال التيار الكهربائي على عاتق المشتركين.

إحدى أهم السلبيات التي يشتكي منها مشتركو الخدمة في إدلب، عدم قدرتهم على الحصول على الإنترنت في جميع الأماكن التي يتواجدون فيها. فلكل مدينة شركات خاصة تقدم خدماتها داخل المدينة فقط. كما تلجأ الشركات غالباً لأسلوب حقن الراوتر بالشبكة ليتم الاستفادة منه داخل مكان وجود الراوتر فقط.

ويعتقد المشتركون أنه يمكن التغلب على هذا العائق عبر إيجاد شركة موحدة تزود كامل إدلب بخدمة الـ "واي فاي" من خلال مجموعة كبيرة من الأبراج. لكن يبدو هذا الحل خاسراً في الميزان التجاري؛ نظراً للتكلفة الباهظة الناجمة عن مشروع كهذا. إضافة للمنافسة الكبيرة بين مئات الشركات الموجودة في سوق الـ "واي فاي"، والتي لن تتنازل عن مشتركيها لصالح شركة كبيرة ما سيجعلها تخفض الأسعار.

ترك تعليق

التعليق