حملة لإيواء مهجري محافظة دير الزور في الشمال السوري


استجابة لأوضاع النازحين من أهالي محافظة دير الزور في مخيمات النزوح بالشمال السوري والتخفيف من معاناتهم جراء كوارث العواصف والأمطار التي حلت بهم في الآونة الأخيرة، أطلق ناشطون حملة لاستبدال الخيم بوحدات سكنية إسمنتية مؤلفة من غرفتين ومطبخ ومنتفعاتهم.

 وتغيب الإحصائيات الرسمية حول عدد مهجري محافظة دير الزور في الشمال السوري، باستثناء إحصائية أجراها مكتب "شرق" الإغاثي لعدد مهجري المحافظة في عفرين فقط، مشيراً إلى أن عددهم 600 عائلة.

وقال الدكتور "أنس فتيح" أحد منظمي الحملة لـ"اقتصاد" إن الوضع المأساوي لمخيمات النزوح في الشمال السوري لم يعد يخفى على أحد فالمأساة متكررة وقد تطول سنين. وفي كل عام يتم تبديل الخيمة بخيمة أخرى، فالهدر مستمر وليست الخيمة هي البديل. ومن هنا ولدت-كما يقول- فكرة الحملة والمشروع الذي يتوقع أن يتم المباشرة فيه بعد أيام.

 وكانت الفكرة هي البحث عن حل بديل للخيم القماشية لإيقاف هدر الموارد الذي يتكرر كل عام مع تجديد الخيم أو استبدالها. وتخلل هذه الفكرة الكثير من الأسئلة فيما إذا كانت هذه البيوت ستتحول إلى ما يشبه الاستيطان وبالتالي نسيان القضية. يعقّب "أنس فتيح": "لكن بعد النقاش والأخذ والرد توصلنا إلى أنه لابد من البيوت كحل لمعاناة هؤلاء الناس وهي عبارة عن منازل صغيرة تتوفر فيها المياه والكهرباء والصرف الصحي".

ولفت محدثنا إلى أن عمل فريق الحملة في البداية كان ضمن دوائر ضيقة ككل المرات السابقة حيث تم التواصل مع الأقارب والمعارف والأصدقاء من ميسوري الحال وجمع بعض التبرعات منهم، ولكن الفكرة كما يقول كانت-فيما يبدو- تراود الكثير من الناس فما إن تم إطلاق الحملة حتى بدأت التبرعات تنهال وأخذت الحملة صدىً غير متوقع سواء في المبالغ التي تم جمعها أو في الصدى الإعلامي.

 ونوه رئيس المجلس المحلي السابق في دير الزور إلى أن المرحلة التنفيذية الأولى للمشروع ستكون في إدلب وهي المنطقة الأكثر معاناة مقارنة بريف حلب الشمالي. وكشف "فتيح" أنه تم طرح عدة نماذج للمشروع ولكن المبلغ النهائي الذي سيتم جمعه سيحكم القائمين على المشروع –كما يقول- مضيفاً أنهم سيحاولون الحصول على أبسط تصميم وأقله كلفة في التنفيذ، لأن الهدف الأساسي هو الإيواء وليس الرفاهية، مستطرداً: "سنحرص أن تكون الأرض قريبة من طريق معبدة وأن تقي هذه المنازل قاطنيها من حر الشمس وبرد الشتاء".

ولفت المصدر إلى أن فزعة المشروع بدأت لأهل محافظة دير الزور الموجودين في المخيمات والأولوية للعوائل التي فقدت معيلها كعوائل الشهداء والمعتقلين والمفقودين وذوي الاحتياجات الخاصة ثم بقية عوائل المخيمات.

 وأضاف المصدر أن الهدف النهائي ليس استيطان النازحين ومكوثهم في المكان بل عودة كل منهم إلى المناطق التي نزح منها وأرضهم وبيوتهم بعد سقوط النظام الذي كان سبباً في تشريدهم ومعاناتهم.

وبدورها، قالت الناشطة السياسية "رانيا المدلجي" لـ "اقتصاد" إن الحملة كانت عبارة عن مبادرة لمجموعة من أبناء دير الزور الموزعين في بلدان الشتات والداخل السوري، وتم إطلاقها عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

 وأضافت المدلجي أن الصور التي كانت ولا تزال تصل عن أوضاع القاطنين في مخيمات الشمال السوري يندى لها الجبين وكان لهذه الصور–كما تقول- أثر إنساني كبير على العالم برمته فكانت الفكرة استبدال هذه الخيم بوحدات سكنية والعمل ما أمكن لخدمة أهلنا النازحين.

 ولفتت محدثتنا إلى أن المشروع يتضمن وحدات سكنية مختلفة الأحجام حسب عدد أفراد الأسرة في الشمال السوري، والتصور الحالي أن تكون هذه الوحدات-كما تقول- عبارة عن غرفتين ومنافعهما ويمكن أن تكون أكبر من ذلك لتستوعب العائلات الأكبر.

 وأردفت أن المشروع يستهدف بالدرجة الأولى العائلات الديرية والعائلات الأكثر حاجة من المحافظات الأخرى تالياً.

 وعبّرت محدثتنا عن أملها بأن تحذو بقية المحافظات حذو هذه المبادرة  بحيث لا يبقى أي سوري داخل خيمة في مناطق النزوح.

ترك تعليق

التعليق