مصير نحو 6 آلاف معلم سوري بتركيا لا زال غامضاً


أوضح مدير مكتب التربية والتعليم في "التجمع الوطني الحر للعاملين في الدولة"، حسن طيفور، أن مصير آلاف المعلمين السوريين في تركيا لم يتضح بعد، مؤكداً أنه للآن لم يتم فصل أي معلم بعد الحديث عن توجه تركي بالاتفاق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، نحو تخفيض عدد المعلمين.

وفي حديث خاص لـ"اقتصاد"، قال طيفور وهو النقيب السابق لنقابة المعلمين السوريين في تركيا، إن "الأنباء التي وصلتنا من وزارة التعليم التركية، تُشير إلى تجميد الوزارة قرار الفصل حتى شهر حزيران القادم، ولا معطيات تؤكد إلغاء القرار أو تفعيله".

وكانت مديريات التربية في عدد من الولايات التركية، قد أبلغت عشرات المعلمين من غير حملة الشهادات الجامعية التربوية، وأصحاب شهادات المعاهد المتوسطة والثانوية العامة، بأن قراراً بفصلهم قد تم اتخاذه، لكن لم يتم تطبيق ذلك للآن.

وطالبت بالمقابل من المعلمين أصحاب الشهادات الجامعية "التخصصات التربوية"، إرسال قوائم تتضمن أسماءهم وشهاداتهم مترجمة ومصدقة، بالإضافة إلى نسخة من الشهادة باللغة العربية وشهادة مستوى اللغة التركية.

وعزا طيفور عدم تطبيق قرار الفصل من جانب الحكومة التركية، إلى الضجة الكبيرة التي أثارها القرار، وإلى الزيارات التي أجراها وفود شكلها المعلمون من ولايات مختلفة إلى مقر وزارة التعليم التركية في أنقرة، للمطالبة بوقف تنفيذ القرار.

ونقلت وسائل إعلام رداً تلقته من منظمة "اليونيسيف" يؤكد توجه المنظمة بالتنسيق مع وزارة التعليم التركية نحو تخفيض عدد المعلمين، موضحة أن الجانب التركي اشترط أن يكون المعلم السوري حاصلاً على شهادة جامعية على صلة بالعمل التربوي، إلى جانب حصوله على شهادة تعلم اللغة التركية A2.

وأكد مصدر على صلة بالتربية التركية، أن "اليونيسيف" وهي الجهة الداعمة للمعلمين السوريين في تركيا، تتذرع بنقص تمويلها، معبراً عن استغرابه من حديث المنظمة عن نقص في التمويل، في حين أن المنظمة توجه دعمها بشكل كبير إلى مناطق سيطرة النظام السوري.

ولفت خلال حديثه لـ"اقتصاد"، إلى تلقي وزارة التعليم التركية مقترحات بديلة، وهي قيد مناقشتها، ومن بينها الطلب من الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم للمعلمين في حال تم فصلهم، من خلال توظفيهم في مراكز تعليمية مخصصة لتعليم اللغة العربية للأطفال السوريين، خارج أوقات الدوام، وبإشراف تركي.

وحسب المصدر فإن المقترح بإحداث مراكز لتعليم اللغة الأم للأطفال السوريين لم يتم الرد عليه بعد، بسبب عدم تطبيق قرار الفصل.

وحول أعداد المعلمين السوريين المهددين بإجراءات الفصل، ذكر المصدر أن نحو 6 آلاف معلم (معاهد، شهادات جامعية اختصاص غير تربوي، ثانوية)، على وشك خسارة مصدر رزقهم الوحيد، ومن ضمنهم معلمات فقدن المعيل، من أصل 12300 معلم سوري على رأس عملهم الآن في تركيا، ويتقاضون رواتب مقدارها "2020 ليرة تركية".

وانتقد المصدر غياب جهة واحدة تمثل المعلمين السوريين، وأعرب عن أسفه لعدم تفاعل "الحكومة المؤقتة" مع المأساة الحالية، على حد تعبيره.

وتواصل "اقتصاد" مع "الحكومة المؤقتة"، وقال مصدر منها، إن مسألة المعلمين في تركيا خارج صلاحيات الحكومة.

وأضاف: "تناقشنا مع الجانب التركي، والأخير أوضح أن سبب الفصل يعود إلى (اليونيسيف)، لأنها الجهة المسؤولة عن منح الرواتب للمعلمين".

وحسب المصدر، فإن "المؤقتة لم تتلق شكاوى أو طلب متابعة لهذه القضية من المعلمين السوريين، وهذا ما يجعلها غير قادرة على متابعة هذا الشأن".

في السياق، عبّر أحد المعلمين المهددين بالفصل، عن خيبة أمل كبيرة من القرارات الجديدة، مشيراً خلال حديثه لـ"اقتصاد" إلى المخاوف الكبير التي لا تبارحه من تطبيق قرار الفصل.

وقال وهو خريج "معهد دار المعلمين" ويعيل عائلة من 4 أفراد، "تضيق الحياة علينا هنا في تركيا بشكل تدريجي، وكان من الأفضل بكثير لو اتخذنا قراراً بالهجرة إلى أوروبا، بدلاً من العيش هنا مع هذا الكم من الخوف من المستقبل".

(الصورة المرفقة أرشيفية)

ترك تعليق

التعليق