"رويترز" تركّز على أثر العامل اللبناني في انهيار الليرة السورية


نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن متعاملين ومصرفيين، أن الليرة السورية هوت إلى مستوى متدن غير مسبوق في السوق السوداء بسبب الأثر المترتب على المشاكل التي تواجهها نظيرتها في لبنان، حيث يرتبط البلدان بعلاقات تجارية ومصرفية مكثفة.

وقال تجار لـ "رويترز" إن تكلفة شراء دولار واحد في الشارع أصبحت نحو أربعة آلاف ليرة يوم الأربعاء بعدما تابع المتعاملون القلقون انهيار الليرة اللبنانية إلى مستوى متدن جديد عند عشرة آلاف مقابل الدولار يوم الثلاثاء.

ولم تشر المصادر التي تحدثت لـ "رويترز"، إلى أثر طرح ورقة الـ 5 آلاف ليرة سورية الجديدة، في 24 كانون الثاني/يناير الفائت، حيث ارتفع "دولار دمشق" 1000 ليرة على الأقل، منذ ذلك التاريخ. وركزت مصادر "رويترز" على الأثر اللبناني المُستجد في الأيام القليلة الفائتة.

ووفق الوكالة، قال اثنان من كبار المتعاملين في العملات الأجنبية في دمشق الحاصلين على ترخيص إن هبوط العملة اللبنانية وجه ضربة نفسية لمتداولي نظيرتها السورية، التي شهدت بالفعل تراجعات سريعة خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال أحد المتعاملين طالباً عدم نشر اسمه "رجال الأعمال والتجار قلقون في ظل مخاوف من نزول لا يتوقف خلال الأيام القادمة ويترقبون ما إذا كانت الاضطرابات ستزيد في لبنان وتأثيرها على التعاملات في العالم الخارجي".

وأشارت "رويترز" إلى أن مستثمرين ورجال أعمال سوريين يحتفظون بودائع بمليارات الدولارات في بنوك لبنان التي تعصف بها أزمة والتي كانت لسنوات ملاذاً آمناً للمستثمرين الفارين من العقوبات والقيود المشددة التي تفرضها حكومة النظام.

وأضافت الوكالة، أن الأزمة اللبنانية ضغطت على مصدر رئيسي للدولار بالنسبة لسوريا مما أدى إلى إلحاق مزيد من الضرر بعملة تئن تحت وطأة سنوات من العقوبات الغربية وصراع مدمر مستمر منذ نحو عشر سنوات.

ووفق الوكالة، ألحق هبوط الليرة الضرر بأنشطة الأعمال مع تردد الكثير من التجار وشركات التجارة في البيع أو الشراء في بلد يلجأ فيه كثيرون إلى المدخرات الدولارية للحفاظ على أموالهم.

وقال مصرفي إن سحب الدولة للعملة الصعبة من الاحتياطيات المستنزفة أصلاً من أجل سداد ثمن واردات كبيرة من السلع الأساسية والوقود بعدة مليارات من الدولارات أدى لزيادة الضغوط.

وأضاف أن تردد السلطات في التدخل لحماية احتياطياتها من النقد الأجنبي ضغط على الليرة. وتابع أن هناك ضغوطاً أخرى نابعة من تراجع حاد في التحويلات النقدية من الخارج، والتي تمثل مصدراً مهماً للنقد الأجنبي، من عشرات الآلاف من السوريين المقيمين في دول متضررة من جائحة كوفيد-19.


ترك تعليق

التعليق