دمشق تشهد احتجاجاً من نوع آخر.. يطال الأسواق


يلجأ المئات من سكان دمشق إلى تخفيض النفقات إلى الحد الأدنى كوسيلة للاحتجاج على تدهور الوضع المعيشي، في ظل غلاء غير مسبوق لأسعار المواد الأساسية، وضعف القدرة الشرائية الناجمة عن عدم توازن الدخل مع تكاليف المعيشة.

ويقول سكان لـ "اقتصاد" إنهم باتوا لا يدفعون المال إلا لشراء بعض المواد الضرورية جداً والتي تبقيهم "على قيد الحياة"، مثل الخبز والسكر والرز وبعض الخضار رخيصة الثمن.

وفيما يلجؤون لمقاطعة معظم أنواع اللحوم والفاكهة والسلع غير الأساسية، يعتقد السكان بأن الوضع المعيشي الراهن "لم يعد محتملاً"، وبما أن الاحتجاج ضد الحكومة يعرضهم للاعتقال لاسيما في ظل التدقيق الأمني الذي يمارسه النظام ضد أي نوع من أنواع الشكوى والانتقاد، حتى ولو كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يجد السكان سوى مقاطعة البضائع كوسيلة للتعبير.
 
يقول "أبو عبدو" الذي يعيش وسط العاصمة، لـ "اقتصاد": "نعيش من قلة الموت". ويتابع: "الوضع صار مقرف". ويؤكد بأنه يقاطع جميع البضائع تقريباً ما عدا المواد التي تُمنح بشكل دوري (يومي/شهري عبر البطاقة الذكية).

أما "ناديا" فتؤكد أنه "لا يوجد شيء يستحق الشراء بهذه الأسعار الكاوية". اعتادت "ناديا" سابقاً على تحضير وصفات شهية لأسرتها كانت تتعلمها عبر برامج الطبخ على يوتيوب، أما اليوم فكل ما تقدمه للعائلة لا يتعدى "فطور من حواضر المنزل البسيطة، وغداء مكون من البطاطا المقلية أو المسلوقة أو الخضار المطبوخة".

مقاطعة السوبرماركت. عدم الذهاب إلى القصابين الذين يعرضون لحوماً شهية نسي كثيرون طعمها. أما الأسواق التي تضم أصنافاً من الفاكهة والخضار المغسولة بعناية والمرتبة بشكل أنيق فلا بأس من المرور بها للمشاهدة فقط. يتفق جميع من قابلناهم على هذه الأفكار ما يجعل من تفعيل سلاح المقاطعة أمراً ملموساً.

يشير تاجر من دمشق طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، في تصريح لـ "اقتصاد"، أن الحركة التجارية تتوقف بشكل مؤقت في الأوقات التي تشهد انهياراً جديداً في سعر الصرف.

ويتابع بأنه لمس امتناع العشرات من الزبائن عن الشراء حتى تمتص السوق والزبائن صدمة الانهيار وحينها تعود الحركة تدريجياً، لكنها تشهد -ومنذ أشهر- ركوداً كبيراً بسبب ضعف القدرة الشرائية للسكان، ولجوئهم إلى التقنين، واقتصارهم على شراء المواد الأساسية فقط.

ويضيف التاجر بأن التعميم بوجود مقاطعة شاملة للسلع في دمشق غير دقيق، لكن المئات من الأشخاص يعيشون على الحد الأدنى من وجبات الطعام والخدمات ما يعني وجود مقاطعة جزئية تتحول إلى وقف كامل لعمليات الشراء أثناء انهيار العملة المتكرر.


(قائمة رسمية نشرت مؤخراً لأسعار الخضار في دمشق)

ترك تعليق

التعليق