مئات الأسر في دمشق لا تمتلك مخزون طعام في المنزل


قال عدد من سكان دمشق خلال رصد قام به مراسل "اقتصاد" إنهم لا يملكون في منازلهم أي مخزون طعام يمكنهم من العيش لبضعة أيام، فضلاً عن أسابيع أو حتى أشهر. وفيما تتدهور المعيشة نزولاً نحو واد غير معلوم القاع، يعتمد السكان على العيش "يوم بيوم" بحسب ما يردد "شفيق" أحد المواطنين.

مؤخراً أدى هبوط غير مسبوق لليرة السورية إلى ارتفاع غير مسبوق أيضاً في الأسعار. وهذا جعل من إمكانية شراء المواد الضرورية لمئات المواطنين أمراً بالغ الصعوبة نظراً لضعف قدرتهم الشرائية، فـ "كيف يمكن شراء كميات كبيرة من المواد التموينبة بهدف التخزين؟"، يتساءل شفيق، الذي يبدو شاحب الوجه وعليه آثار التعب من "الركض كل يوم وراء اللقمة"، كما يقول أيضاً.

يقول السكان الذين شملهم الرصد إن براداتهم ورفوف مطابخهم فارغة تماماً من الطعام. حتى المواد التموينية التي كانت أمراً روتينياً في الماضي باتت اليوم مفقودة. تغيب قطرميزات الزيتون والمكدوس، وأكياس الفول والبازلاء المفرزة، بينما يلجأ هؤلاء لشراء السمن بالأوقية والزيت النباتي بالليتر أو نصف الليتر، والقهوة بـ "الغلوة"، والخضار بالحبة والحبتين. أما السكر والرز فيمكن الحصول عليه عبر البطاقة الذكية كونه أوفر ثمناً مقارنة بالسوق السوداء وإن كانت الكميات الممنوحة عبر حكومة النظام ضئيلة للغاية.

ساهمت سياسة النظام في توزيع المواد بالقطارة عبر البطاقة الذكية في تعزيز فكرة أن يعيش المواطن كفاف يومه، وذلك لأن المواد التموينية المدعومة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وتشمل الخبز والسكر والرز والشاي، بينما يضطر السكان للحصول على المواد الأخرى من السوق السوداء بأسعارها الباهظة.

يقول "أبو سمير" وهو أحد سكان العاصمة لـ "اقتصاد"، إن الفرص أمام معظم السكان لتخزين الطعام بالطريقة التي يضمنون من خلالها الحصول على وجبات رئيسية كالفطور والغداء لبضعة أسابيع قادمة، تعتبر معدومة.

ويتابع بأن دخل المواطنين لا يتناسب إطلاقاً مع ما تحتاجه مخازنهم الفارغة من مواد أساسية وعلى رأسها المواد التموينية. وبطريقة أوضح يشير أبو سمير إلى أن ثمن عبوة الزيت النباتي تتعدى الـ 10000 ليرة (ليتر واحد)، كما أن سعر كيلو السكر في السوق السوداء يصل إلى 2900 ليرة، والسمن بـ 9000 للكيلو الواحد. ويضيف "من أين نحصل على المال الكافي لشراء 5 كيلو من كل صنف من هذه الأصناف الضرورية للمعيشة؟".
 
على سبيل الفكاهة المرة، ينشر أحد الأشخاص عبر "فيسبوك" صورة لمائدة تضم أطباقاً من الجبن والزيتون واللبنة والبيض والزبدة وهي حواضر البيت الشهيرة في دمشق والتي لم يكن بيت أي من السكان -حتى ولو كان أفقر الفقراء- يخلو منها. يعلق ناشر الصورة: "في الزمن الجميل كانوا يسمون هذه السفرة حواضر: تمشاية حال. في هذه الأيام: تحضير الجن أهون من تحضير هذه الحواضر".

(الصورة المرفقة أرشيفية)

ترك تعليق

التعليق