متى سيظهر بشار الأسد..؟!


مضى على اختفاء بشار الأسد نحو 20 يوماً، منذ الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا، في الثامن من آذار الحالي، وهو نفس اليوم الذي يحتفل به النظام عادة بما يعرف بثورة الثامن من آذار "المجيدة"، بمناسبة وصول حزب البعث الحاكم إلى السلطة في العام 1963.

ووفقا لبيان رئاسة الجمهورية، الذي تم فيه الإعلان عن إصابة رأس النظام وزوجته بفيروس كورونا، فقد حدد المدة الزمنية لغيابه، بثلاثة أسابيع، أي يفترض أن يظهر في 28 أو 29 الشهر الجاري. وإذا لم يظهر خلال هذين التاريخين، فهذا يعني أحد احتمالين، إما أنه يعاني بالفعل من أعراض الإصابة بكورونا، وهو الآن مستلقي على ظهره، يستنشق الأوكسجين من أحد أجهزة التنفس،  أو أنه لم يكن بالأساس مصاباً بهذا المرض، وقد جرى سحبه من المشهد، للأسباب التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، من أنه محجور عليه في أحد غرف قصره، بما يشبه الإقامة الجبرية.. أو لعله الآن خارج البلد كلها.
 
وفي جميع الاحتمالات، فإنه إذا استمر غياب رأس النظام لأكثر من يومين قادمين، فإنه على رئاسة الجمهورية أن توضح هذا الأمر، لأن مرض كورونا لا يمكن أن يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، اللهم إلا إذا دخل المريض في مرحلة ضيق التنفس، وعندها قد يحتاج إلى أكثر من شهر للتعافي.

وبعيداً عن هذه الاحتمالات كلها، فإن البلد أثبتت، بأنها تستطيع أن تستمر وتعيش وتتحسن فيها الليرة وتنخفض الأسعار، وتصدر فيها القوانين والمراسيم والقرارات المهمة، ويمنع فيها اجتماع كبير للمعارضة، دون وجود بشار الأسد، وهذا بحسب ما تروج له وسائل إعلام النظام ذاتها.. وإلا، إذا كان حضور بشار الأسد مهماً لهذه الدرجة، فيفترض أن تصاب أجهزة البلد كلها بكورونا، وتتعطل الحياة الحكومية إلى أن يعود "الرئيس" إلى صحته وعمله.

خلاصة القول: لا مفاجآت في سوريا.. لن نصحو على خبر رحيل بشار الأسد مثلما حدث مع زين العادين بن علي في تونس أو حسني مبارك في مصر أو خبر مقتل معمر القذافي.. بشار الأسد لن يخرج من السلطة إلا بعملية سياسية، وبعد أن يضمن بقاء كافة أذرعه وأجهزته القمعية، التي ستعطل أي استقرار في سوريا مستقبلاً.. وهو على الأغلب سوف يظهر في اليومين القادمين، وسوف تعم المسيرات كافة أرجاء البلد، احتفالاً بشفاء "السيد الرئيس" من المرض، والتي ستطالبه أيضاً بالترشح لانتخابات الرئاسة.. وعلى ما يبدو أن نقطة الخلاف كلها حول هذه النقطة، فهو يريد أن يترشح، لكن هناك قوى دولية تطالبه بعدم الترشح، لذلك آثر الغياب تحت ذريعة كورونا، أملاً بأن يكون المشهد قد تغير ولو قليلاً لصالحه.. ولمعرفة هذا الأمر ما علينا سوى التطلع إلى الزاوية الشرقية من سوريا، حيث نشاط تنظيم الدولة تزايد كثيراً منذ غيابه قبل نحو عشرين يوماً.. ما يعني الحاجة الدولية لاستمراره في الحكم لفترة قادمة.

ترك تعليق

التعليق