الفروج المفروم بديلاً عن اللحوم الحمراء على موائد السوريين


بسبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بأنواعها، اضطرت السيدة أم أحمد -تقطن في محافظة حمص- للاستغناء عنها أثناء تحضير وإعداد وجبات الإفطار اليومية لأسرتها المكونة من أربعة أشخاص، ولتحافظ على رونق الوجبة والدسم فيها تستعين بلحم الدجاج المفروم بالماكينة الناعمة.

برغم الظروف المعيشية الصعبة والتغييرات الكثيرة التي طرأت على الواقع الاقتصادي المُذري، تحاول السيدات السوريات استحضار الأجواء المميزة عبر تحضير وجبات لذيذة متنوعة تُزين الموائد الرمضانية، وذلك بالاحتيال على ما يتوفر أمامهن من مال شحيح ومواد غذائية متواضعة تتناسب مع الدخل المحدود.

خلفت الحرب الدائرة في سوريا العديد من الآثار السلبية بكافة المجالات، وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء كان إحدى تلك الآثار، حيث بلغ سعر كيلو لحم الضان حالياً وفي أرخص الأسواق نحو 24000 ليرة سورية، وكيلو الدهنة 18000، وكيلو لحم العجل 17000.

أما سعر كيلو الفروج المنظف فوصل إلى 6000 ليرة، والشرحات 11000، والسودة 9000، وكباب الفروج أو الفروج المفروم 9000، والدبوس 9500، والجوانح 7000 ليرة سورية.

الوجبات الجاهزة باتت خارج قاموس مشتريات كثير من السوريين، وفق ما تقول أم أحمد، إذ يُسجل سعر فروج البروستد 15000 ليرة، والفروج مسحب 14000، والفروج المشوي 13500، وكيلو الشاورما الواحد 17000 ليرة سورية. وتُضيف أنّها تستطيع بتلك التكلفة تحضير وجبة أفضل لا سيّما وأنّها لن تنتهي من دفع المال عند شرائها فقط، إنّما ستتكبد مبلغاً كبيراً لقاء الملحقات كالسلطات وغيرها.

تضع أم أحمد وجبة اللحمة بالصينية مثالاً على ذلك، إذ تقول أنّ تكلفة الوجبة لأربعة أشخاص لا تتجاوز 5500 ليرة سورية تُقسم على أبرز المكونات، 4500 ليرة ثمن نصف كيلو لحمة فروج مفرومة ومدعومة بقليل من الدهنة للحصول على مذاق أفضل، و500 ليرة نصف كيلو بندورة، و200 ليرة وقية بصل، يُضاف إلى ذلك ملحقات عديدة كاللبن أو الفليفلة الخضراء والتوابل والزيت الذي تطهي به وكذلك الخبز، مُشيرةً بأنّها لو استخدمت لحم الخاروف لأضافت إلى التكلفة 7000 ليرة سورية على أقل تقدير.  

ضيق الحال وانعدام الموارد والغلاء الفاحش منذ سنوات فرض على السوريين -في كافة المناطق باختلاف جهات السيطرة- البحث عن كثير من البدائل للحفاظ على وجباتهم المعتادة وحياة شبه طبيعية.

أم نهاد -تقطن في مدينة حلب- قالت لـ "اقتصاد" إنّ لحم الفروج المفروم أتاح للسيدات بديلاً مهماً في تحضير الوجبات والولائم، حيث أنّها تستخدمه في تحضير العديد من الوجبات كـ "الشيخ محشي واليبرق والمحاشي والششبرك والمعجنات والملفوف والأوزي" والكبب بأنواعها "المقلية والمشوية واللبنية" ومسقعات "الباذنجان والبندورة والكوسا"، وتقوم بوضع ذات التوابل والبهارات التي تحتاجها الوجبة الأساسية حتّى تبدو بمذاقٍ مشابهٍ للحوم الحمراء، كما تُشير أنّها تستعين بالفستق العبيد عن المكسرات كـ "اللوز والفستق الحلبي والكاجو"، والزيت والسمن النباتي عوضاً عن السمن العربي.

يُذكر أنّ "جمعية اللحامين في دمشق" كانت قد أكّدت في وقتٍ سابق من هذا العام أنّ كمّية استهلاك المواطن السوري للحوم تراجعت لأقل من 25% عن استهلاكه المعتاد سنوياً منذ العام 2010، بمعدل تراجع 9 كيلو غرامات للفرد إلى 2 كيلو غرام فقط، كما أنّ كثير من محال اللحوم أغلقت بسبب تراجع الطلب على المادة، أمّا "السورية للتجارة" فقد أكدت ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء 20 ضعفاً عمّا كانت عليه في العام 2010.

كما تُؤكد مصادر في "مؤسسة الدواجن" تراجع تربية الدجاج في سوريا، حيث باتت تستورد المادة من إيران بعد أن كان معدل الإنتاج في العام 2010 بنحو 180 ألف طن، ما يُنذر بانقطاع المادة عن الأسواق وارتفاع جديد في أسعارها.

ترك تعليق

التعليق