من أبخازيا إلى تشوفاشيا.. وسوريا على الطريق


جمهوريات  بدأت تتردد أسماؤها على وسائل إعلام النظام، وتصفها بالصديقة والشقيقة، دون أن يسمع بها السوريون من قبل، بل إن المتأمل في أسمائها، يعتقد للوهلة الأولى بأنها إحدى المدن الروسية غير المعروفة، لولا وصف الجمهورية الذي يسبقها.

وعلى العكس من ذلك، يتعامل النظام السوري، المتمثل برئاسة الجمهورية، بنوع من الاستخفاف مع مسؤولي هذه الجمهوريات، فهو يرسل لهم موظفاً عادياً في وزارة الخارجية لاستقبالهم في المطار، كما حدث مع رئيس أبخازيا الذي يزور دمشق حالياً، وقبلها مع رئيس أوسيتيا الجنوبية الذي زار سوريا نهاية العام 2018 ، ورئيس الشيشان الذي زارها تقريباً في نفس الفترة، ورئيس جمهورية القرم.. حيث أن بشار الأسد لم يستقبلهم سوى لوقت محدود، ثم ترك للمسؤولين الأصغر أمر التعامل معهم، وتوقيع الاتفاقية الاقتصادية التي لا قيمة ولا معنى لها.
 
وتفسير ذلك، أن النظام على الأغلب، يعي فحوى الرسالة التي تريد موسكو إيصالها إلى بشار الأسد، وهي بأن مقامه وموقعه عندها ليس أكثر من هؤلاء الرؤساء، الذين يتبعون ويخضعون لروسيا بالكامل.. لكن النظام من جهة ثانية يحاول استثمار هذه العلاقات في الاستهلاك المحلي، فهو يترك العنان لوسائل الإعلام، لكي تطبل وتزمر لهذه الزيارات، وتصويرها على أنها بدائل عن المقاطعة السياسية والاقتصادية الغربية لسوريا.

وعلى جانب آخر، أخذ النظام يستثمر أسماء هذه الجمهوريات غير المعروفة، في حملة بشار الأسد لانتخابات الرئاسة، فهو منذ نحو أسبوع ينقل أخباراً تتحدث عن رسائل الدعم من قبل الجالية السورية المقيمة فيها.. لكن المفاجئ لم يكن هذه الرسائل التي اعتاد عليها القارئ، وإنما أن يكون هناك جمهورية اسمها تشوفاشيا، وتربطها علاقات صداقة تاريخية مع سوريا.. 

(الصورة المرفقة لـ رئيس أبخازيا أثناء استقباله في مطار دمشق الدولي من جانب موظف في وزارة الخارجية)

ترك تعليق

التعليق