في دمشق وريفها.. هناك من يسرق المؤونة من رفوف المطابخ


يشكو عدد من سكان دمشق وريفها من تفشي ظاهرة اختفاء المواد التموينية من المنازل ليلاً. حوادث السرقة تتراكم في العاصمة وهي ليست حوادث عادية، فـ "يمكن أن تصحو في الصباح وتتفقد أماكن تخزين الطعام في المطبخ وهنا تحدث المفاجأة: هناك من سرق الكميات الضئيلة من السمن والزيت والرز والسكر".. وفقاً لما يؤكده أحد هؤلاء السكان.

ويشكل تهاوي قطاع المعيشة بشكل غير مسبوق في العاصمة أهم الأسباب التي أدت إلى حدوث الكثير من حالات السرقة خاصة تلك المتعلقة بالمواد التموينية الأساسية. تخبرنا سعاد وهي من أحد أحياء دمشق أن ظاهرة السرقة هذه وصلت إلى مطبخهم حيث دخل أحد الأشخاص خلال الليل وسرق كل ما تخزنه العائلة من مؤونة. وتقول "كانت صدمة كبيرة فالسارق لم يدخل إلا إلى المطبخ.. ومن يدري ربما يكون أحد الجيران الجائعين".

مع ارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية في أسواق دمشق بات تأمين وجبة الغداء الهم اليومي لمعظم السكان الذين قفزوا بشكل مفاجئ نحو حفرة الفقر المدقع بسبب انهيار قيمة الليرة وعدم توازن مداخيلهم مع سعر السلعة.
 
يقول أحد السكان لـ "اقتصاد" إن ظهور حوادث سرقة تطال الطعام كان أمراً نادر الحدوث خلال السنوات الماضية. لكن، "منذ دخول البلد في منحدر اقتصادي بدون نهاية غدا الأمر أشبه بالظاهرة".

حوادث السرقة لا تقتصر على العاصمة بل توسعت نحو مدن الريف التي يعيش سكانها حالة فقر وجوع تقارب إلى حد ما أجواء الحصار الذي فرضه النظام السوري على معظمها في سنوات الصراع السابقة.
 
في معضمية الشام تتحدث إحدى السيدات عن تفشي حوادث سرقة الطعام في تكرار لما شاهدته خلال سنوات حصار المدينة بين عامي 2012 و2016. تقول "أم سمير" لـ "اقتصاد": "هناك العشرات يسرقون الطعام سواء لبيعه والحصول على المال أو لإطعام أولادهم"، وتشير إلى أن حالة الفقر الشديد تسببت في إقدام البعض على هذه الأعمال "مثلما جرى بالضبط خلال حصار المعضمية".

في مدينة التل تلمح "أم شفيق" إلى حادثة مماثلة جرت مع جيرانها، وتقول لـ "اقتصاد": "استيقظ الجيران صباحاً فلم يجدوا حبة رز أو سكر في المطبخ.. كانت مفاجأة كبيرة".

في شباط الفائت أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنّ 12.4 مليون شخصٍ في سوريا يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام.

وقال البرنامج إن "60 بالمئة من السكان السوريين يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي". وبحسب المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي جيسيكا لوسون فإنّ "المزيد من السوريين ينزلقون الى براثن الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي أكثر من أي وقت مضى". وتابعت "من المثير للقلق أن الوجبة الأساسية أصبحت الآن بعيدة عن متناول غالبية العائلات".

ترك تعليق

التعليق