هل خسر النظام قمح المنطقة الشرقية.. تماماً؟


حددت "الإدارة الذاتية" سعراً يفوق السعر الذي حدده النظام لشراء القمح في الموسم الحالي، بنسبة تصل لـ30 في المئة، مما يعني نظرياً حرمان النظام السوري من شراء القمح المُنتج في المحافظات الشرقية السورية.

وبسعر وصف بـ"التنافسي" سعرّت الإدارة الذاتية شراء القمح من الفلاحين بـ1150  ليرة سورية للكيلو الواحد، بعد أن كان النظام قد حدد سعر شراء الكيلو بـ900 ليرة سورية.

وتخطط "الإدارة الذاتية" لشراء كل كميات القمح المنتجة في مناطق سيطرتها والتي تتراوح ما بين 500- 600 ألف طن، وفق التقديرات.

وجاءت التسعيرة لمنع تهريب القمح للنظام من مناطق "الإدارة الذاتية" بعد أن كانت الأخيرة قد منعت بيع القمح بشكل معلن.

ووفق سلمان بارودو الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة في "الإدارة الذاتية"، فإن تحديد التسعيرة جاء لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة عن طريق استلام أكبر كمية ممكنة من مادة القمح التي تعتبر من أهم المواد الاستراتيجية.

وأضاف أن تحديد التسعيرة راعى الظروف العامة للموسم الحالي، وما يمر به محصولا القمح والشعير هذا العام من جفاف وقلة أمطار وانخفاض المساحات المروية.

وقال مصدر مقرب من "الإدارة الذاتية" لـ"اقتصاد"، إنه لا يتوقع موسم قمح جيدٍ نتيجة الجفاف والآفات التي ضربت المحصول، ولذلك قد لا يسد الإنتاج "المروي" حاجة سكان المنطقة.

وأكد المصدر، أن "الإدارة" لن تتساهل هذا الموسم في أي عملية بيع للقمح لصالح النظام، دون النظر إلى الكمية، لأنها حددت سعراً "جيداً" للشراء، حسب تقديره.

وكان وزير الزراعة في حكومة النظام، حسان قطنا، قد أشار إلى أن محصول القمح البعل بات مستبعداً من الإنتاج، بسبب شح الأمطار خلال الموسم الحالي، وأن التعويل حالياً كله على القمح المروي.

ولم يعد أمام النظام سوى شراء القمح من الأسواق الخارجية (روسيا)، وهو ما يعني زيادة استنزاف خزينته المنهكة أصلاً.

لكن مدير الرقابة الداخلية في "المؤسسة العامة للحبوب" التابعة لـ"الحكومة المؤقتة"، محمد عرفان داديخي، شكك بحديث "الإدارة الذاتية" عن منع بيع القمح للنظام، وقال لـ"اقتصاد"، إن "التنسيق بينهما قائم في النفط والقمح وغيرهما، وقد يتقاسم النظام و(قسد) كميات القمح المنتجة هذا الموسم".

ماذا عن المعارضة؟

وحول السعر الذي ستعتمده "الحكومة المؤقتة" لشراء القمح هذا الموسم، قال داديخي، إن مؤسسة الحبوب بصدد دراسة وضع تسعيرة منافسة، ويتم الآن اقتراح السعر للحكومة المؤقتة.

وأضاف داديخي أن دراسة التسعيرة ستأخذ بالحسبان تكلفة الإنتاج على المزارعين.

ووفق مصادر "اقتصاد"، شهدت زراعة القمح في أرياف حلب تراجعاً واضحاً لصالح زراعات أخرى، أكثر ربحية من القمح، مثل الفول والحبة السوداء واليانسون.

ترك تعليق

التعليق