النظام يستحضر مشايخ سوريا الموالين: دور جديد بعد الانتخابات لإسكات الفقراء


بدا واضحاً تركيز النظام السوري على رجال الدين خلال الحملة الانتخابية في استعادة لدور سابق للمشايخ مارسوه عشية اندلاع الثورة السورية في آذار 2011. لكن يعتقد بأن هناك دوراً جديداً يتم التحضير له يخص رجال الدين ويتعلق بالوضع المعيشي المتهاوي في المنطقة.

يريد النظام من الفعاليات العديدة التي أقيمت لرجال الدين والتي صبت في سياق التأييد المطلق لشخص بشار الأسد إرسال رسالة بأنه بعيد تماماً عن الطائفية، في حين يستعين بشعبية المشايخ لاسيما بين سكان دمشق وحلب في إيصال رسالة أخرى تدلل على قوته وأنه لايزال ممسكاً بزمام الأمور.

استنساخ لتجربة سابقة

عشية اندلاع الثورة السورية تم تقديم العديد من الخدمات للمؤسسات الدينية وعلى رأسها جماعتا الفتح الإسلامي ومجمع أبو النور (كفتارو) وذلك تحضيراً لاصطفاف علني يقدمه المشايخ والطلاب المنتسبون لهذه المؤسسات إلى جانب بشار الأسد.

كان من جملة الخدمات الاعتراف الرسمي بالجامعات التابعة لهذه المؤسسات عبر تشكيل جامعة بلاد الشام. ساهمت هذه المؤسسات بعد ذلك في تثبيط الحراك الشعبي داخل دمشق لاسيما بين المتدينين والطلاب والتجار على اعتبار أن ما يحدث فتنة خارجية.
 
وعبر استنساخ للتجربة السابقة يستحضر النظام اليوم دوراً ربما يكون أكبر لرجال الدين ومن بينهم رؤساء المؤسسات الدينية المذكورة في الأعلى. جاءت "تصريحات النفاق" هذه المرة صادمة بسبب ما اعتبر "حالة انبطاح كبيرة" لمشايخ مثل حسام الدين فرفور الذي اعتبر أن "أخلاق بشار الأسد من أخلاق الله". كما جرى تداول عدة تسجيلات لمشايخ آخرين وهم يهتفون باسم بشار الأسد في حالة هلوسة مشيخية غير مسبوقة.

دور أوسع للمشايخ

ما سبق يوحي بأن النظام يحضر لدور جديد للمشايخ ربما يتجاوز دور رجال الأعمال الذين تم استهلاكهم على مدى عقد كامل من الحرب لكنه لن يكون على حساب طبقة رجال الأعمال الموالين على أية حال.

يرى الباحث الاقتصادي يونس الكريم خلال حديث لـ "اقتصاد" أن الهدف من استحضار دور المشايخ القول بأن الأكثرية مع بشار الأسد وأنها تؤيده، وأن كلام المعارضة بأن حكمه طائفي غير صحيح.

ويتابع: "يريد النظام التأكيد بأنه معتدل على عكس المعارضة التي تعد جماعات إسلامية رادكالية".

من جهة أخرى، يرى الكريم بأن بشار الأسد يريد القول لخصومه داخل النظام أنه لازال ممسكاً بسوريا وأنه على خطى والده، كما أن المؤسسة الدينية إذا كانت معه فإن قلب المدن والطبقة التجارية معه.

وكما كان دور المشايخ عشية الثورة تثبيط الحراك الشعبي سيكون دورهم الآن إعطاء شرعية للأسد وخلق حاضنة له والقول بأن الأكثرية تؤيده.

يتوقع الكريم أن رجال الدين سيمنحون دوراً أكبر وذلك عبر تشكيل جماعات دينية من الفقراء بهدف امتصاص غضبهم إزاء الأوضاع المعيشية المتردية وإعادة توجيهها ضد المناوئين للنظام أو المغضوب عليهم.



ترك تعليق

التعليق