مزيد من الزيارات الرسمية.. الأردن ينفتح على النظام من بوابة الاقتصاد


بدأ الأردن بالانفتاح على النظام السوري عبر بوابة الاقتصاد، إذ بعد زيارة وزير النفط والكهرباء في حكومة النظام إلى الأردن، الأسبوع الماضي، وهي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، شهدت العاصمة عمان أيضاً، زيارة وفد تجاري سوري رفيع، برئاسة رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، محمد أبو الهدى اللحام.

وبحسب وسائل إعلام أردنية، فإن رجال الأعمال السوريين والأردنيين، أكدوا خلال لقائهم على ضرورة فتح آفاق جديدة من التعاون الاقتصادي، وتجاوز التحديات والعقبات التي تقف حائلاً أمام زيادة مبادلاتهم التجارية، وبخاصة تلك المتعلقة بقضية النقل (الترانزيت).

وأكدت مصادر مطلعة بأن زيارة الوفد التجاري السوري إلى الأردن تأتي في أعقاب التطورات على الحدود الأردنية، والتي تمثلت بعرقلة مرور الشاحنات السورية إلى دول الخليج العربي، وتكبيد التجار السوريين خسائر فادحة، مشيرة إلى أن التجار السوريين سوف يسعون إلى حل المشكلات المتعلقة بهذا الإجراء، وخصوصاً في أعقاب اتخاذ وزارة الاقتصاد في حكومة النظام، قراراً بوقف التصدير عبر الأردن، والتوجه نحو بوابة العراق، وهو ما يزيد من خسائر المصدرين السوريين.
 
وقال رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي، إن زيارة الوفد السوري إلى المملكة،  تأتي في سياق الجهد الذي يبذله القطاع الاقتصادي في البلدين لتدشين مرحلة مختلفة ومد جسور من التشاركية التجارية ودفعها لمستويات تلبي طموحات ومصالح الشعبين، والعودة بها لما كانت عليه سابقاً.

وأوضح أن عودة قاطرة التجارة الأردنية -السورية إلى سابق عهدها يمثل مصلحة مشتركة لاقتصاد البلدين، خاصة وأن سوريا تمثل شرياناً تجارياً مهماً للمملكة، وتنساب تجارتها عبر أراضيها لأوروبا والعديد من الدول المحيطة سواء لجهة التصدير أو الاستيراد أو الترانزيت.

وأكد أن التبادل التجاري بين سوريا والأردن "متواضع جداً جداً"، لافتاً إلى أن صادرات الأردن إلى سوريا بلغت خلال العام الماضي 49 مليون دولار، مقابل نحو 45 مليون دولار مستوردات.

بدروه أكد رئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد أبو الهدى اللحام، وجود رغبة قوية من الطرفين لتنمية وتعزيز العمل التجاري والصناعي بين البلدين، مشيراً إلى أن المنطقة الحرة المشتركة سيكون لها دور كبير عند إعادة تأهيلها وفتحها مجدداً في تعزيز وزيادة التبادل التجاري وإقامة المشاريع المشتركة.

وأكد نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية السورية عامر حموي، أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بما يحقق المصلحة للطرفين، مبيناً أن بلاده التي بدأت تشهد حالة ممتازة من الأمن والاستقرار، مقبلة على بيئة خصبة للاستثمار وهنالك قانون جديد للاستثمار سيفعل قريباً، حسب وصفه.

وشدد حموي على أهمية الوصول إلى حلول قريبة فيما يتعلق بالشحن ونقل البضائع المارة بالترانزيت عبر أراضي البلدين إلى أسواق المنطقة، داعياً رجال الأعمال الأردنيين، للمشاركة بمشروعات الإعمار في سوريا.

إلى ذلك، أشار مدير عام المنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة عرفان الخصاونة إلى أن الشركة بدأت منذ بداية العام الحالي بإعادة تأهيل المنطقة، حيث جرى إنجاز ما يقارب 90 بالمئة منها، فيما تبقى إجراءات فنية تتعلق بالحوسبة والأتمتة والربط الإلكتروني بين الدوائر الرسمية المعنية.

وتوقع أن يجري العودة بالعمل بالمنطقة التي تأسست عام 1976 برأسمال مشترك، خلال الفترة القليلة المقبلة، مشيراً إلى توفر 5 آلاف دونم كفرصة استثمارية ما زالت غير مستغلة فيها.

ولفت الخصاونة إلى وجود 590 عقداً تجارياً وصناعياً وخدمياً مستغلاً على مساحة 1500 دونم من أصل 6500 دونم إجمالي مساحة المنطقة.

ترك تعليق

التعليق