على ماذا حصلت روسيا مقابل الموافقة على استمرار المساعدات عبر "باب الهوى"؟


كما كان متوقعاً، اعتمد مجلس الأمن قرار تمديد آلية دخول المساعدات لسوريا، لمدة عام عبر معبر "باب الهوى"،  بتوافق أعضاء المجلس.

ويثير ما يبدو ليونة في موقف روسيا التي كانت  تعارض تجديد آلية إدخال المساعدات، تساؤلات عن المقابل الذي حصلته عليه إدارة بوتين؟

وإذا كان من الواضح أن روسيا لا تعطي شيئاً بدون مقابل، فإن التكهن بطبيعة هذا المقابل يبدو أمراً صعباً على عضو الائتلاف، الدكتور زكريا ملاحفجي، الذي قال لـ"اقتصاد": "يصعب تحديد ما حصلت عليه روسيا، لكن المؤكد أنها حصلت على مقابل".

وفي السياق ذاته، أكد مصدر لـ"اقتصاد" أن روسيا اشترطت زيادة المساعدات لمناطق سيطرة النظام السوري، مقابل السماح بتمديد آلية إدخال المساعدات للشمال السوري، من خلال معبر "باب الهوى"، مشيراً إلى أن روسيا تعتقد أن زيادة المساعدات إلى مناطق النظام تسهم في المساعدة بتخفيف الأزمة المعيشية في مناطق سيطرة الأسد.

وما يرجح ذلك، تأكيد المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قبل أيام، أنها طرحت على بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي اقتراحاً بتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا.

وأضافت: "لا يوجد بديل لآلية الأمم المتحدة العابرة للحدود، خاصة وأن الاحتياجات ارتفعت في العام الماضي مع فيروس كورونا، ولهذا تدعم الولايات المتحدة جميع أشكال المساعدة الإنسانية في سوريا، سواء عبر الحدود وكذلك عبر الخطوط تحت إشراف النظام السوري".

وإلى جانب زيادة المساعدات لمناطق النظام، أشار المصدر إلى الأنباء المتداولة عن حصول روسيا على ضمانات من تركيا لافتتاح معابر تربط مناطق سيطرة النظام بالشمال السوري، لكن المصدر لم يجزم بدقتها، وقال: "تبقى في إطار التسريبات".

وثمة تفسيرات أخرى مرتبطة بقانون "قيصر" الأمريكي لحماية المدنيين في سوريا، حيث ترجح تقديرات حصول موسكو على تأكيدات من واشنطن، بعدم فرض قوائم عقوبات جديدة على النظام السوري.

الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، قال لـ"اقتصاد": "تعتقد روسيا بموافقتها على القرار أنها حققت مكسباً سياسياً، فهي استطاعت أن تعرقل الطلب الأمريكي، المتضمن فتح 3 معابر (باب الهوى، السلامة، اليعربية)، وبالتالي تريد موسكو القول إنها استطاعت فرض رؤيتها على الغرب وواشنطن".

وأضاف علاوي أنه إلى جانب ذلك، ضمنت روسيا زيادة حصة النظام من المساعدات، وذلك يمثل فرصة لإنقاذ النظام.

ترك تعليق

التعليق