اقتصاديات.. "الأمل برفع الأسعار"


استطاعت جريدة الوطن شبه الرسمية، وبخبر واحد فقط، أن تهيئ المجتمع السوري، بأن هناك زيادة مرتقبة على أسعار الخبز والمازوت المدعوم، بنسبة قد تتجاوز المئة بالمئة، مع سرد العديد من المبررات عن تكاليف دعم هاتين المادتين، والتي بحسب قولها، لم تعد الدولة قادرة على تحمل أعبائها.
 
أما اللعبة الذكية التي قامت بها الصحيفة، أنها وضعت رقماً متوقعاً لسعر المازوت، وهو 500 ليرة بدلاً من 180 ليرة، أما الخبز فقد تم الإيعاز لصفحات التواصل الاجتماعي، أن تتوقع أرقاماً تتراوح من 300 إلى 400 ليرة للربطة.. وهذه اللعبة سبق للنظام أن قام بها عدة مرات، إذ أنه كان يسمح بتمرير أرقام متوقعة مرتفعة، ثم يصدر قرار برفع الأسعار دون هذه الأرقام، من أجل أن يبدو رحيماً بحق شعبه.

وبناء عليه، فإن السعر المتوقع أن يعتمده النظام للمازوت المدعوم هو 400 ليرة، وربطة الخبز بين 200 إلى 250 ليرة.

أما المطب الذي وقعت فيه الصحيفة، فكان سردها لمبررات رفع سعر هاتين المادتين، والتي تحدثت فيها عن تكاليف الدعم التي زادت خلال الفترة السابقة بنسبة 100 بالمئة، بالإضافة إلى الحديث عن ظروف الحصار وغيرها من المبررات التي بات الشعب السوري يحفظها عن ظهر قلب، بينما لم تتطرق أبداً إلى مستوى الدخل المنخفض، وضرورة رفعه بأسرع وقت، كونه لم يعد يغطي احتياجات الأسرة السورية سوى لبضعة أيام، لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

وبرأينا أن ذلك مطب، لأن النظام يقود البلد كلها، منذ عدة سنوات، بالقهر والإجبار، ودونما حاجة لسرد أي مبررات، ودون أن يجرؤ أحد على الاعتراض عليه.. بالإضافة إلى أن حديثه عن تكاليف الدعم التي يتحملها والحصار الاقتصادي، هو أكثر ما أثار سخط المعلقين، وفتح باب الشتائم على مصراعيه، لأن الشعب السوري يعلم بأن الحصار ليس هو السبب فيما يعانيه من أزمات، وإنما نتيجة رهن مقدرات البلد الاقتصادية للروس والإيرانيين، كأجور عن مساعدتهم للنظام على تدمير بلده وتهجير شعبه.

أما أكثر التعليقات سخونة، فكانت تلك التي تساءلت عن مصير شعار بشار الأسد إبان حملته الانتخابية، "الأمل بالعمل".. مشيرين إلى أن "الرئيس" كان يُفترض أن يعنون حملته "الأمل برفع الأسعار".. لأنه بحسب قولهم، بعد نجاحه في الانتخابات لم يعمل إلا على رفع الأسعار.. بدءاً من السكر والرز والبنزين.. وها هي يده تمتد إلى الخبز، والمازوت المدعوم، الذي سيؤدي رفع سعر لوحده، إلى ارتفاع أسعار أكثر من 250 مادة مرتبطة به.

ترك تعليق

التعليق