دراسة لبنانية تحذر من تحول البلاد إلى فنزويلا جديدة


ذكرت دراسة أجرتها الجامعة الامريكية في بيروت ان نفقات الاسرة اللبنانية المخصصة من اجل الطعام فقط باتت قيمتها تعادل خمسة اضعاف الحد الادنى للأجور، ما يعكس التدهور الكبير في المستوى المعيشي للمواطن اللبناني الذي قالت الجامعة انه سيمكن قريبا جدا مقارنته بفنزويلا.

وجاء في الدراسة التي أعدها "مرصد الأزمة" التابع للجامعة الامريكية انه في بلد يبلغ فيه الحد الادنى للأجور 675 الف ليرة (ما يعادل 30 دولار وفق سعر صرف الليرة في السوق السوداء)، فإن عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص تحتاج الى 3.5 ملايين ليرة شهريا، من دون احتساب تكلفة الكهرباء والغاز والمياه التي بدورها ترتفع اسعارها بشكل كبير.

ولفتت الدراسة الى ارتفاع كبير ومتصاعد في أسعار السلع الاساسية كالخضر والحبوب والالبان واللحوم، ما يشير الى ان لبنان ينزلق الى "تضخم مفرط".

ومنذ العام 2019، يواجه لبنان اسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية في تاريخه المعاصر مع انهيار قيمة الليرة امام الدولار وشح الدولار في خزينة الدولة والبنوك التي احتجزت أموال المودعين، وفرضت قيودا مشددة على السحب منها. وفي بلد يتلقى فيه غالبية الموظفين رواتبهم بعملة الليرة، فان ذلك يعني ان تأثير الانهيار على مستوى معيشتهم جعل لبنان بلدا قد يتحول الى فنزويلا المتوسط قريبا، بحسب ما اشارت الدراسة.

وتواجه فنزويلا منذ ثمانينيات القرن الماضي أزمة تضخم كبيرة لكنها في الاعوام الخمسة الماضية اتخذت شكل الانهيار الشامل لقيمة عملتها الوطنية البوليفار، وتعتبر أكثر دول العالم معاناة من معدلات التضخم السنوية.

وذكر "مرصد الازمة" في دراسته أنه "بناء على هذه التقديرات، يمكننا بشكل مبدئي تخمين ان ميزانية الأسرة لتأمين غذائها فقط تصل الى نحو خمسة أضعاف الحد الأدنى للأجور. وستجد الأغلبية الساحقة من الأسر في لبنان صعوبة في تأمين الحد الأدنى من قوتها دون دعم عائلي أو أهلي أو من دون مساعدة مؤسسات الإغاثة".

أجرى المرصد دراسة مقارنة لمؤشر أسعار الاستهلاك خلال العامين الماضيين، وتوصل الى وجود زيادات كبيرة في اسعار الغذاء والسلع الأساسية حيث زادت أسعار 10 سلع غذائية أساسية أكثر من 700 في المائة منذ يوليو/تموز 2019، أي قبل الانهيار المالي والاقتصادي.

ترك تعليق

التعليق