تركيا.. مخاوف السوريين تتعاظم، والخطاب التحريضي إلى زيادة


تتعاظم المخاوف في الأوساط السورية بتركيا، إثر زيادة الخطاب "التحريضي" على الوجود السوري، واستخدامه من قبل أطراف تركية في حسابات سياسية.

وتستغل أطراف تركية، الأخطاء الفردية التي تصدر عن سوريين، بتضخيمها عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لتأجيج الشارع التركي على السوريين، وتجلى ذلك مؤخراً في الأحداث التي شهدتها أنقرة، حيث تعرضت ممتلكات السوريين للتخريب، بسبب مقتل شاب تركي على يد سوري في شجار نشب بينهما.

ويخشى السوريون من تفاقم الحوادث التي تلامس حياتهم، وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات التركية، بحيث من المرشح أن تتصاعد نبرة الخطاب التحريضي ضد اللاجئين في تركيا.

والحال كذلك، بدأ عدد كبير من اللاجئين بالتفكير بالبحث عن مخرج من تركيا، وسط عدم توفر البدائل، واقتصارها على العودة للشمال السوري الذي يعاني من ضعف الاستقرار الأمني وهشاشة الوضع الاقتصادي، أو التوجه لأوروبا التي زادت من الإجراءات الهادفة إلى منع تدفق اللاجئين.

وحسب معلومات حصل عليها "اقتصاد" من مصادر تعمل في مجال العقارات في الشمال السوري، ازداد الطلب مؤخراً من السوريين في تركيا، على شراء العقارات والمنازل في الشمال السوري.

وأرجع تاجر عقارات يعمل في مدينة مارع، زيادة الطلب على العقارات إلى المخاوف التي تسود أوساط اللاجئين في تركيا، وقال: "خلال الآونة الأخيرة، شهدنا زيادة في الطلب على شراء المنازل، وفي الغالب المشتري هو لاجئ مقيم في تركيا".

ووفق التاجر، الملقب بـ"أبو عبدو"، فإن الطلب على المنازل من السوريين في تركيا، يعكس مخاوفهم من زيادة المضايقات عليهم من قبل بعض الأتراك الذين لديهم تأثر كبير بالخطاب "العنصري" ضد السوريين.

ولم يهدّئ الخطاب الأخير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من مخاوف السوريين، وخصوصاً أن النبرة التي تحدث بها أردوغان غير معتادة، وفق تقديرات متقاطعة.

وكان أردوغان، قد قال، الجمعة، إن هناك سوريين سيبقون في تركيا، إلا أن السلطات التركية ستساعد الكثيرين منهم على العودة الآمنة والطوعية إلى بلادهم، عقب استتباب الأمن والاستقرار في سوريا، مستدركاً: "لكن لن نتسامح أبداً مع الذين يستهدفون حياة طالبي اللجوء وممتلكاتهم، ويهددون السلامة العامة".

لكنه، أضاف أن "تركيا ليست مضطرة وغير مسؤولة أو موكلة لتكون مستودعاً للاجئين، من أجل فائدة أوروبا".

من جانبه، قال لاجئ سوري لـ"اقتصاد"، إن ما جرى ويجري في تركيا، يدفعنا إلى التفكير ملياً بمستقبلنا ومستقبل أولادنا في هذا البلد، الذي يتعاطى قسم من سكانه مع الوجود السوري بـ"عنصرية"، على حد وصفه.

وعن خياراته، يشير رامي، الذي اكتفى بذكر اسمه الأول خلال حديثه لـ "اقتصاد"، إلى أنه يجهل الخيارات التي أمامه، لافتاً إلى أن "الأهم حالياً هو البحث عن فائدة الاستمرار بالبقاء هنا، في تركيا".   

وقبل يومين، اتهم رئيس الائتلاف المعارض سالم المسلط من وصفهم بـ"أعداء الشعبين الشقيقين" بالوقوف خلف الأحداث الأخيرة التي شهدتها أنقرة.

وأضاف المسلط في تسجيل مصور، نشره الائتلاف على معرفاته الرسمية، الأربعاء أنه "في الوقت الذي يجب علينا فيه شكر الدول التي استقبلت السوريين الفارين من بطش وإجرام النظام وعلى رأسها تركيا الشقيقة، فإننا نؤكد دوماً للجميع أننا نبذل أقصى ما يمكن من أجل إسقاط هذا النظام المجرم".

ترك تعليق

التعليق