زهير عبد الكريم.. هذا ما جنته يداك!


لا تزال صورة الفنان زهير عبد الكريم، وهو يمسك بتلابيب البوط العسكري لأحد جنود النظام، حاضرة في كل موقف يظهر فيه هذا الفنان للناس، وربما لو تعلق بأستار الكعبة بعدها، فلن يستطيع محو هذه الصورة من أذهان السوريين.
 
وأيضاً لا يزال التصوير المسجل الذي ظهر فيه زهير عبد الكريم قبل عدة سنوات في مبنى جريدة "الوطن"، ويتهجم فيه على الفنانين الذين أبدوا تذمرهم من الوضع المعيشي السيء ويناشدون "الرئيس"، لا يزال حاضراً بكلماته الوضيعة لدى شريحة واسعة من السوريين.. وفي ذاك التسجيل أكد عبد الكريم موقعه لدى الناس، كلاعق محترف للبوط العسكري.

وبناء عليه، فإن ظهور زهير عبد الكريم في لقاء جديد، وهو يشكو الفاقة ويتذمر من الوضع المعيشي السيء الذي يكابده، لن يدفع أحد للتعاطف معه.. لأن هذا باختصار ما جنته يداه.

لكن على جانب آخر، قد يتساءل البعض عن سر زيادة الفيديوهات التي يظهر فيها شخصيات عامة، من فنانين وإعلاميين بارزين، يناشدون فيها "الرئيس" بالتدخل، لحل مشاكل شخصية، أو يتحدثون عن المشاكل العامة المرتبطة بنقص الماء والغاز وانقطاع الكهرباء وفقدان المازوت والبنزين من الأسواق، بالإضافة إلى مسألة الغلاء والفساد المستشري.. السبب في ظهور هؤلاء أنهم كانوا يعتقدون بأنهم سيكونون من أصحاب الحظوة لدى النظام، بعد أن يعلن انتصاره على "المؤامرة الكونية" المزعومة، وإذ بهم يفاجئون برميهم مع عامة الشعب، بعد استخدامهم حتى الرمق الأخير، وضرب سمعتهم في الأسواق الداخلية والخارجية..

الدرس الذي يمكن أن نتعلمه من تجربة هؤلاء، أن الفنان والمثقف وكل الشخصيات العامة والبارزة من رجال دين وإعلام، عندما  يتحولون إلى أحذية في قدم السلطة الديكتاتورية، ويقفون معها ضد جمهورهم الذي صنع منهم نجوماً، فهذا هو مصيرهم المحتوم.. ومع ذلك لازالوا محظوظين أكثر من غيرهم، كون السلطة لم تبطش بهم رغم خروجهم على العلن، وانتقاد الظروف المعاشية السيئة التي يكابدونها بسببه..

ترك تعليق

التعليق