حقيقة هجرة السوريين من مناطق النظام


أكد مصدر خاص من مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة، أنه يومياً يخرج من المدينة والأرياف التابعة لها،  ما معدله بين 20 إلى 25 شخصاً، أغلبهم من الشباب، يتوجهون إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري، أملاً بدخول تركيا ومنها إلى أوروبا.

وأفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح خاص لـموقع "اقتصاد"، أن نسبة كبيرة من البيوت في منطقة السلمية باتت معروضة للبيع بأسعار زهيدة، لتغطية تكاليف الهجرة التي تصل إلى أكثر من 10 آلاف دولار للشخص الواحد.

وأكد المصدر، أن قسماً كبيراً من أهالي السلمية المهاجرين يتوجهون إلى مناطق شرق الفرات حيث سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ومنها يتوجهون إلى كردستان العراق، أملاً بشراء جواز سفر مضروب أو مزور، يوصلهم إلى أوروبا، لافتاً إلى أن ثمن الجواز لا يقل عن 15 ألف دولار في كثير من الأحيان.
 
وأضاف أن البعض الآخر يقصدون ليبيا ودول المغرب العربي، وبالذات الجزائر خلال الفترة الراهنة، حيث تسري معلومات بأن هناك خط تهريب يوصلهم إلى إسبانيا، بتكاليف أقل من كوردستان العراق أو اليونان، التي أصبح الخروج منها إلى أوروبا أشبه بالمستحيل، بعد القرارات الجديدة بإعادة المهاجرين إلى تركيا.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر أخرى في العديد من المحافظات، منها درعا ودمشق ومناطق الساحل السوري، أن الكثير من الأهالي يعرضون ممتلكاتهم للبيع، بقصد الخروج من البلد بأي ثمن حتى لو إلى الصومال وجيبوتي.

وبيّنت المصادر بأن أصحاب المهن الطبية، كالأطباء على وجه الخصوص، يتوجهون إلى الصومال، ومنهم من ينتقل إلى بيروت بقصد مراسلة السفارات الأوروبية، بغرض الحصول على فيزا بناء على الخبرات التي يمتلكها.

وأفاد أحد أهالي منطقة الصنمين في درعا، أن هناك يومياً عشرات الشباب الذين يغادرون المنطقة تهريباً إلى الشمال السوري هرباً من الخدمة الإلزامية في الجيش، بالإضافة إلى أسر بكاملها، بسبب ظروف الحياة المعاشية الصعبة، وانقطاع كل سبل العيش، من ماء وكهرباء وغاز وخبز.

وقدّر المصدر عدد المهاجرين يومياً، من منطقة الصنمين والقرى والمدن المحيطة بها، كجباب ومحجة وجاسم والحارة وغباغب.. إلخ، بأكثر من 50 شخصاً، وأغلبهم يقصدون مناطق المعارضة في الشمال السوري، بهدف الدخول إلى تركيا، والبعض الآخر يتجه إلى ليبيا عبر لبنان وقلة من يتجهون إلى كوردستان العراق.

إلى ذلك، أفادت مصادر في الشمال السوري، أن تكلفة التهريب إلى تركيا ارتفعت بشكل جنوني، في أعقاب خروج عدد كبير من السوريين من مناطق النظام، بهدف الوصول إلى أوروبا عبر تركيا، مشيرة إلى أنه قبل نحو شهر كانت تكلفة التهريب تتراوح بين 1500 دولار إلى 2000 دولار، بينما قد تصل الآن إلى 5 آلاف دولار.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن هناك عملية تهريب أخرى يحتاجها السوري من مناطق النظام إلى مناطق المعارضة، وهي الأخرى باتت تكلف الفرد أكثر من 600 دولار، بينما يستغرق الطريق من دمشق إلى منطقة عفرين على سبيل المثال، نحو خمسة أيام، يواجه فيها المهاجر مخاطر كثيرة، إذ قد يتم اعتقاله على أحد الحواجز، وفي الحد الأدنى قد يتم " تشليحه" ما بحوزته من نقود وأمتعة.
 
وبحسب ما ذكرت العديد من الصفحات والمواقع الموالية للنظام، فإن هناك هجرة واسعة من أهالي دمشق باتجاه الدول العربية الأخرى، وبالذات العراق ومصر والسودان، وكذلك مدينة حلب تشهد هجرة كبيرة لشبابها باتجاه الشمال السوري أملاً بدخول تركيا ومن ثم الوصول إلى أوروبا.

ترك تعليق

التعليق