معلومات مضللة عن فوائد إعادة تشغيل خط الغاز العربي على سوريا


عكست تصريحات وزير النفط في حكومة النظام، بسام طعمة، الأخيرة، حول الفوائد التي ستحصل عليها سوريا من خلال إعادة تشغيل خط الغاز العربي، لتزويد لبنان بالغاز، عكست رغبة النظام السياسي في سوريا، بتصوير هذا الاتفاق على أنه إنجاز مهم لإعادة تعويم النظام السوري عربياً ودولياً، بالإضافة إلى الفوائد المالية الكبيرة التي سيحصل عليها، والتي قدرها الوزير طعمة بكمية من الغاز، دون أن يحدد هذه الكمية.

غير أن من يطلع على بنود الاتفاق المبرم، لتزويد لبنان بالغاز المصري، عبر الأراضي السورية، سوف يقع على العديد من الحقائق المهمة، والتي ستعطي مؤشراً عن حصة سوريا من الغاز عبر هذا الاتفاق، وهي في العموم كميات متواضعة جداً، ولن تؤثر في شيء، سواء فيما يتعلق بتحسين واقع الكهرباء في البلد، أو فيما يتعلق بتحسين واقع الغاز المنزلي والتجاري والصناعي.

وبحسب ما كشف طعمة في تصريحات لجريدة "الوطن" الموالية للنظام، فإن لبنان طلب من مصر تزويده بما مقداره نحو مليون و600 ألف متر مكعب من الغاز يومياً فقط، بينما كانت سوريا تستجر من خط الغاز العربي قبل العام 2011، ما مقداره 6 مليون متر مكعب يومياً، بالإضافة إلى إنتاجها البالغ أكثر من 20 مليون متر مكعب يومياً، ومع ذلك كانت تشكو من النقص، ويتحدث المسؤولون في تلك الفترة بأن الحاجة الحقيقية اليومية للغاز في سوريا، من أجل تشغيل محطات الكهرباء وتلبية احتياجات السوق، تبلغ أكثر من 30 مليون متر مكعب يومياً.

وبحسبة بسيطة، فإن حصول سوريا على أجر مقابل السماح بتمرير نحو مليون ونصف المليون متر مكعب من الغاز يومياً إلى لبنان، لن يكون أكبر من هذه الكمية، وإنما ربعها أو نصفها في أحسن الأحوال، أي ما مقداره 600 ألف متر مكعب يومياً من الغاز، وهي كمية لا تكفي لتشغيل محطة دير علي، سوى لبضعة ساعات إضافية، بحسب العديد من الخبراء.
 
ويبلغ إنتاج سوريا من الغاز حالياً، وفقاً لتصريحات سابقة لوزارة النفط، نحو 10 مليون متر مكعب يومياً، مليون متر مكعب يتم تخصيصها للغاز المنزلي وأغراض الصناعة، والباقي يتم تحويلها لمحطات توليد الكهرباء، ومع ذلك فإن التقنين يبلغ ست ساعات قطع مقابل ساعة واحدة وصل، بالإضافة إلى وجود أزمة خانقة في الغاز التجاري والمنزلي والصناعي، بحيث أن الأسرة لا تحصل على اسطوانة غاز، سوى مرة واحدة كل شهرين تقريباً .. فما الذي ستفعله الـ 600 ألف متر مكعب أو مليون، في تحسين واقع الكهرباء في سوريا..؟!

ترك تعليق

التعليق