الاحتكار هو السبب.. موجة غلاء تطال معظم القطاعات المعيشية والخدمية في إدلب


يعد ارتفاع أسعار الخضار ولحم الدجاج والمحروقات أبرز معالم موجة الغلاء الكبيرة التي تعيشها محافظة إدلب، في ظل تدني فرص العمل وضعف القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة جداً من السكان.

وفيما تقول السلطات المحلية التي تدير منظومة واسعة من الشركات الاقتصادية المتحكمة إن الغلاء ناجم عن تدهور الليرة التركية وهي العملة المستخدمة في التداول منذ زهاء سنتين، يؤكد سكان أن السياسة الاقتصادية المتمثلة باحتكار معظم المجال الاقتصادي والاستثماري التي تنتهجها السلطة هي السبب الأول والرئيسي لحالة ارتفاع الأسعار المستمرة.

ويشير أحد تجار الخضروات لـ "اقتصاد" إلى أن السوق في إدلب فقد أهم ركائزه وهو النشاط التنافسي بين جميع الفعاليات الاقتصادية التي غدت تقريباً بيد جهة واحدة تتحكم بالسوق دون منافس حقيقي. 

بينما تقول حكومة الإنقاذ وهي إدارة مدنية تتهم بأنها حكومة ظل لفصيل عسكري يدير المنطقة وهو هيئة تحرير الشام إن جميع قراراتها المتعلقة بحظر دخول الخضار من تركيا ومن ريف حلب الشمالي (جيش وطني) هو لمصلحة قطاع الزراعة بالمقام الأول.

لا طعام للفقير

بخلاف السنوات الماضية، استمرت أسعار الخضار على وتيرة ارتفاع سعري غير مسبوق منذ بداية الموسم الصيفي وحتى انتهائه كما يشير سكان من المنطقة.
 
ويضيف السكان لـ "اقتصاد" أن خضاراً مثل الخيار، البندورة، البطاطا، البصل، الفليفلة، الملوخية، البامية، والفاصولياء، لم تشهد انخفاضاً في منتصف الموسم كما هو المعتاد وذلك بسبب قرارات حكومة الإنقاذ بوقف دخول الخضار التركية والسورية التي تزرع بريف حلب الشمالي. وصل سعر كيلو البطاطا إلى 3 ليرات، البندورة 3.50 ليرة، الفليفلة 6 ليرات، الخيار 2.50 ليرة تركية.

يقول أبو توفيق وهو من ريف إدلب لـ "اقتصاد" إن الخضار كانت تؤمن فرصاً حيدة لتحضير أكلات رخيصة لكنها اليوم غدت بعيدة عن متناول الفقراء. ويضيف "لا يوجد طعام يناسب الناس الأشد فقراً هنا.. ولا أحد يعلم إلى أين تسير الأمور".

شركات دواجن "قابضة"

على صعيد آخر، شهد لحم الدجاج ارتفاعاً كبيراً في الأسعار جعل الشريحة الأكثر فقراً من المواطنين تقوم بمقاطعته، بينما يلجأ بعض آخر للتقنين، في حين لا يتوفر بديل رخيص عن اللحوم سوى لحم سمك السللور والمشط وهما صنفان لا يمكن استخدامهما في تحضير الطعام كبديل عن لحوم المواشي والدجاج كما يعدان من الأصناف غير المرغوبة لسكان كثر. سجل سعر كيلو الفروج المذبوح قرابة 15 ليرة تركية، أما لحم الضأن فيتراوح بين 55 وحتى 60 ليرة للكيلو الواحد.

ويخشى سكان من أن وجود شركات كبيرة تحتكر سوق الدواجن في إدلب سوف يلغي فكرة الاعتماد على لحم الدجاج كبديل رخيص عن اللحوم الحمراء والسمك. 

يقول تاجر دواجن من ريف إدلب لـ "اقتصاد" إن "السوق غدا تحت رحمة 3 شركات هي اليمامة والمراعي والعيسى.. هم يخفضون ويرفعون الأسعار متى يشاؤون دون منافس".

الذهب الأسود

بعيداً عن الخضار واللحوم شهد قطاع المحروقات غلاء غير مسبوق طال جميع المواد المستوردة من تركيا مثل الغاز: 96 ليرة للأسطوانة الواحدة، البنزين: 7.66، الديزل نوع أول: 7.05 ليرة تركية.

وكالعادة تبرر شركة وتد للبترول التي تحتكر عملية تمرير المحروقات الأوروبية من تركيا إلى إدلب الارتفاع الحاصل بتدني قيمة الليرة التركية تارة، وبارتفاع الأسعار من المصدر تارة أخرى.

ترك تعليق

التعليق