هل إدلب مقبلة على "مجاعة" حقيقية؟


تتفاقم الأزمة المعيشية في إدلب ويشكو السكان من عدم تمكنهم من الحصول على أدنى مقومات الحياة، وفيما تتفشى البطالة بشكل غير مسبوق كنتيجة مترتبة عن جمود السوق؛ يكافح آلاف السكان ضد أعباء الحياة اليومية التي غدت شاقة وقاسية جداً.

ويشير عمال وتجار من المنطقة لـ "اقتصاد" إلى حالة جمود استثنائي تعيشه الأسواق التجارية وسوق العمل، حيث أودى الانهيار المستمر لقيمة الليرة التركية -وهي عملة التداول في إدلب- بما تبقى من فرص عمل ما يجعل المنطقة تقف على شفير مجاعة كبيرة.

ويوضح التاجر أبو إبراهيم خلال حديث لـ "اقتصاد" أن حركة البيع والشراء شبه متوقفة في متجره بمدينة إدلب حيث يبيع المواد الغذائية، مضيفاً: "ما في حركة.. السوق جامدة والناس طفرانة".

بينما يؤكد محمود وهو تاجر خضراوات بمدينة معرة مصرين أن أصنافاً عديدة من الخضار غدت باهظة الثمن في ظل ضعف على طلب الخضار والفاكهة. ويتابع لـ "اقتصاد" أن كيلو الخيار بـ 8 ليرات، البندورة بـ 6 ليرات، البطاطا 4 ليرات. مضيفاً: "الأسعار مثل البورصة لكنها لا تهبط بل إلى ارتفاع دائم".

الغلاء يطال الرغيف

في ظل تدني قيمة الليرة التركية لجأت حكومة الإنقاذ التي تدير إدلب إلى تخفيض وزن ربطة الخبز ليصل إلى 550 غراماً بسعر 2.5 ليرة. 

ولا يخفي مواطنون عديدون خلال حديثهم لـ "اقتصاد" قلقهم من الأيام القادمة التي ربما تحمل متاعب وأعباء أكبر فـ "سياسة الإنقاذ وشركة وتد ستزيد من تفاقم المجاعة"، يقول هؤلاء. بينما تشير "الإنقاذ" خلال ندوة عقدتها وزارة الاقتصاد التابعة لها إلى دور ارتفاع سعري الطحين والمحروقات في غلاء الخبز.

المحروقات إلى الارتفاع

مواكبة للغلاء الذي طال تقريباً كل السلع، أقدمت شركة وتد للبترول على رفع أسعار المحروقات مجدداً حيث وصل سعر ليتر البنزين إلى 8.15، الديزل 7.87، جرة الغاز وزن 9 كيلو 113 ليرة تركية. 

ومن المرجح أن يقود ارتفاع أسعار المحروقات إلى حدوث ارتفاع جديد في أسعار معظم المواد والسلع لاسيما الخضار والحبوب ومعظم جوانب القطاع الخدمي والصحي.

الجوع قادم

 يقول السكان إن المنطقة يمكن أن تشهد مجاعة كبيرة قريباً. ومن المرجح أن سياسة الانفتاح على السوق التركي من جهة واحتكار معظم القطاع الاقتصادي والاستثماري بيد جهة واحدة من جهة أخرى سيدفعان نحو تحقيق ما يخشاه السكان.

ويقول أبو حبيب أحد المواطنين: "معظم العمال لا يجدون عملاً اليوم.. الغلاء يلتهم ما يملكه الناس من نقود". 

أما سليمان وهو مواطن آخر فيشير إلى حالة الحزن والقلق التي يلمحها بين أفراد المجتمع وذلك "خوفاً من الجوع القادم.. الله يستر.. بكرة يمكن ما نقدر نشتري الخبز".

ترك تعليق

التعليق