على وقع التهديدات التركية لـ "قسد".. روسيا تريد زيادة حصّة النظام من النفط


كما كان متوقعاً، بدأت بروسيا بمحاولة الاستفادة من الضغط الذي تسببت به التهديدات التركية بشن عمل عسكري ضد "قسد" لتحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب لحليفها، النظام السوري.

وتحت الضغوط، يبدو أن "قسد" مضطرة إلى مجاراة روسيا، عبر تقديم المزيد من التنازلات للأسد، وفي مقدمتها النفط.

وفي هذا الاتجاه، كشفت تقارير إخبارية عن طلب روسي من "قسد" برفع مستوى الدفعات المرسلة من النفط إلى مناطق النظام، موضحة أن الروس طالبوا برفع حصة النظام من النفط من 35 ألف برميل شهرياً إلى 100 ألف برميل.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده ضباط من روسيا مع "قسد" قبل يومين.

وحسب مصادر "اقتصاد"، رفضت "قسد" الطلب الروسي، في استقواء كما يبدو بالمواقف الأمريكية الأخيرة الداعمة لـ"قسد".

وقال الصحفي في شبكة "عين الفرات" يزن توركو لـ"اقتصاد"، إن ما رشح من أنباء يشير إلى رفض المطلب الروسي المتعلق بزيادة حصة النظام من النفط، من جانب "قسد".

وأوضح توركو، أن "قسد" تزود النظام بالنفط الخام من معبري الطبقة والهورة في ريف الرقة، بحيث يتم دخول الصهاريح من المعبرين نحو مناطق سيطرة "قسد"، إلى حقول رميلان بريف الحسكة، ومن ثم تعود محملة بالنفط الخام نحو مصفاة حمص.

وتابع توركو، بأن "قسد" تحصل على كميات من المشتقات النفطية التي يتم تكريرها في مصفاة حمص، وفق نسبة غير معروفة على وجه الدقة.

وحسب الصحفي، فإن روسيا تحاول استغلال الضغط على "قسد" بزيادة حصة النظام من النفط الخام، وذلك لمساعدة حليفها الأسد على تجاوز أزمته الاقتصادية، مختتماً بقوله: "للآن لم توافق (قسد) على ذلك، والأرجح أن ترضخ للضغط".

لكن الصحفي الكردي شيرزان علو، أكد لـ"اقتصاد" أن قرار زيادة حصة النظام من النفط ليس بيد "قسد" وإنما بيد التحالف الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة.

وأضاف علو، أن "قسد" لا تمتلك قرارها، وفي ما يخص النفط قد تستطيع "قسد" تسهيل عمليات تهريب النفط نحو مناطق النظام، والحديث هنا عن كميات قليلة لا تشكل قيمة للنظام.

وحسب الصحفي، فإن المقاربة الأمريكية للنفط هي السماح للنظام بالحصول على كميات محددة، لا تساعد الأسد على تجاوز أزمة النفط بشكل تام، وذلك لإبقاء هذا الملف ورقة للضغط على النظام في سبيل تحقيق الحل السياسي وفق القرار الأممي رقم 2254.

وهنا أشار علو إلى التصريحات الأمريكية الأخيرة، التي مفادها أن الوجود الأمريكي في سوريا مرتبط بالحل السياسي، وقال: "بمعنى آخر لن تخرج الولايات المتحدة من سوريا إلا في حالة واحدة، أي إنجاز الحل السياسي".

وقبل أيام، تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" استهداف صهريج يحمل نفطاً خاماً تعود ملكيته لشركة "القاطرجي". وقالت وكالة "أعماق" المقربة من التنظيم، إن "عناصر التنظيم استهدفوا الخميس، صهريج نفط للقاطرجي بمنطقة (السبعة وأربعين) على طريق الخرافي".

ترك تعليق

التعليق