داريا.. خطة إيرانية تهدف إلى التمدد العقاري حول "مقام سكينة"


يخشى سكان مدينة داريا غربي دمشق من الاختراق الإيراني لمنطقتهم في مجال العقارات، وذلك بالتوازي مع مساعي طهران لإعادة السياحة الدينية إلى سابق عهدها في سوريا.

وكشفت مصادر أهلية من داريا لـ "اقتصاد" عن خطة إيرانية يتم تنفيذها منذ إخلاء المدينة من مقاتلي المعارضة صيف العام 2016، وتتمثل بشراء العقارات والأراضي الواقعة بالقرب من مقام سكينة وسط المدينة، حيث يتم تنفيذ العمل عبر الاعتماد على شبكة من السماسرة وتجار العقارات لحث السكان والمهجرين على بيع عقاراتهم في مناطق محددة تتاخم المقام.

وعلى الرغم من أن مقام سكينة وهو مزار شيعي تم إنشاؤه عام 2003  لم يشهد حتى اللحظة أي عمليات إصلاح أو ترميم، إلا أن المصادر الأهلية تبدي تخوفها من الخطة التي تهدف إلى الاستحواذ على حزام واسع من العقارات تتحلق حول موقع المقام وتتألف من مجموعة كبيرة من المتاجر والأبنية الطابقية.

وعلى مدار السنوات الماضية زارت وفود إيرانية مقام سكينة بهدف الاطلاع على واقع المقام الذي ساعدت خرسانته المسلحة على عدم تعرضه للدمار خلال معارك داريا بين عامي 2012/2016، حيث شكل المقام نقطة تماس ساخنة.

كما سعت إيران لتعزيز سلطتها داخل المدينة من خلال تمركز ميليشات تابعة لها بالقرب من المقام، بحجة تأمين الحماية لزواره وهم حجاج شيعة من بلدان عدة مثل إيران والعراق.

سياسة التمدد العقاري، ليست جديدة في منطقة المقام، فقد بدأت -وفقاً للمصادر الأهلية- منذ الإعلان عنه بداية العقد الماضي، لكنها كانت تتم بصعوبة كبيرة نظراً لامتناع السكان وهم من المسلمين السنة عن بيع عقاراتهم.

ومن المرجح أن إيران استغلت فرصة المعارك التي دارت في المدينة وأدت لدمار معظم عقاراتها، وما نجم عن ذلك من نزوح وتهجير، لشراء العقارات.
 
وكانت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نقلت عن تجار عقارات، أن مسؤولين إيرانيين أبرموا عقداً مع حكومة النظام يقضي بإعمار 30 ألف وحدة سكنية في مدينة داريا. حيث ترجح الصحيفة أن يكون هناك اتفاق سوري/إيراني ينص على إسكان الضباط الإيرانيين في مربع أمني بمدينة داريا؛ نظراً لقربها من مفاصل مواقع النفوذ الإيراني إذ تقع المدينة جنوب السفارة الإيرانية، ولا تبعد عنها أكثر من 5 كيلومترات.

ترك تعليق

التعليق