الكهرباء التركية في إدلب.. استجرار بطيء، وعراقيل بسبب البيروقراطية


على الرغم من مضي أشهر عديدة على البدء بأولى مراحل استجرار الكهرباء التركية، لا تزال معظم مدن وبلدات محافظة إدلب تعاني من الظلام، حيث يشكو السكان من البيروقراطية التي تنتهجها شركة الكهرباء "غرين إنيرجي" (Green Energy)، ما يحرم آلاف السكان من التيار الكهربائي.

في بلدة معرة مصرين شمالي إدلب، تسير عملية تركيب الأكبال والعدادات ببطء شديد، حيث لا يزال العمل مقتصراً على السوق والمنطقة الصناعية.
 
يقول "أبو حسن" أحد سكان البلدة لـ"اقتصاد" إنه فشل في التسجيل لعداد كهربائي لمنزله على الرغم من قربه من السوق. مضيفاً: "مسؤولو الشركة قالوا إن التوصيل سوف يتم مع بداية السنة الجديدة لكن هذا الوعد لم يتحقق حتى اللحظة". 

يشير أبو حسن إلى أن عمليات توصيل أكبال الكهرباء في السوق بدأت منذ الصيف الماضي، فيما تأخر وصول التيار الكهربائي حتى بداية الشتاء.
 
نفس الأمر ينطبق على بلدات الريف الشرقي مثل سرمين وآفس وتفتناز وطعوم، حيث تأخر استجرار الكهرباء إليها، على الرغم من وصولها إلى مدينتي إدلب وبنش القريبتين.
 
في المقر الرئيسي لشركة الكهرباء بمدينة إدلب يزدحم عشرات المشتركين لشراء بطاقات شحن تخولهم الاستفادة من التيار الكهربائي الواصل إلى منازلهم. 

يقول "كمال" أحد سكان إدلب لـ"اقتصاد" إن الازدحام يعكس إقبال السكان على استجرار الكهرباء من جهة، لكنه يوضح من جهة أخرى فشل الشركة في إدارتها لملف الكهرباء. ويتساءل: "ما هو السبب إذن في وصول الكهرباء إلى بعض البلدات، وعدم تمكن سكان البلدات المتاخمة من الحصول على التيار، على الرغم من أن التوتر العالي يمر بالقرب من مناطقهم؟".

بدوره، يشير "عبد اللطيف" أحد سكان ريف إدلب إلى أن الازدحام على مكاتب الشركة سواء للتسجيل على العدادات أو شراء البطاقات، لا يمكن تبريره أبداً. مضيفاً خلال حديث لـ"اقتصاد" أن هناك حلولاً كثيرة لهذه المسألة مثل تفعيل خاصية التسجيل الإلكتروني.

في السياق، يوضح عبد اللطيف بأن وجود تفاوت بين المناطق في وصول الكهرباء ينجم عن الطريقة التي تستثمر فيها الشركة في ملف الكهرباء، والتي تتمثل في بيع الكهرباء للمعتمدين، وهم مستثمرون محليون يتكفلون بمد الأكبال وتخديم الشبكة لقاء شرائهم الكهرباء بسعر محدد، ثم بيعها للمشتركين بسعر أعلى.

دخلت الكهرباء إلى إدلب بعد توقيع المؤسسة العامة للكهرباء في إدلب اتفاقاً مع شركة "غرين إنيرجي" (Green Energy) لاستجرار الكهرباء من الأراضي التركية، حيث أعلنت الشركة أنها ستغذي جميع مناطق إدلب لكن بشكل تدريجي، بدءاً من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وانتهاء ببقية البلدات.

ترك تعليق

التعليق