أيادٍ "خفيفة" تسرق السلع وحقائب النساء في إدلب


تفرز الظروف المعيشية الصعبة في إدلب أنواعاً جديدة من السرقات غير المسبوقة، حيث يلجأ السارقون إلى ممارسة أصناف خفيفة من السرقات، ذات مردود مادي سريع، في ظل عدم قدرة الجهاز الأمني التابع لحكومة "الإنقاذ" على ضبط هذه الظاهرة.

في بازار مدينة إدلب، وهو السوق الشعبي الذي يعقد مرة أسبوعياً، ينتهز بعض الزبائن فرصة اكتظاظ السوق بالزبائن لنشل السلع وإخفائها داخل الحقائب أو بزجها مع المشتريات السابقة، وفقاً لما يوضحه أحد البائعين في تصريح لـ "اقتصاد".

يضيف البائع بأنه تمكن من اكتشاف حالات سرقة عديدة لبضائعه التي يعرضها على عربة كبيرة حيث استغل السارقون والسارقات فرصة انشغاله مع الزبائن، فـ "هذه تنشل علبة محارم. وذاك ماكينة حلاقة.. لكن تتابع السرقات جعلني متيقظا،ً لذلك أكتشف معظم حالات السرقة".

حوادث السرقة لا تقتصر فقط على البازارات بل تشمل أيضاً المحلات التجارية لكن معظمها لا تتم إلا في الليل وذلك لأن هذه الأسواق لا تشهد نفس الازدحام الذي تشهده البازارات.
 
يوضح أحد التجار من ريف إدلب لـ "اقتصاد" أنه تعرض لسرقة متجره لبيع المواد الغذائية أكثر من مرة حيث كان اللصوص يتسللون ليلاً من خلف المتجر مستغلين الركام الناجم عن سقوط صاروخ سابق في المكان وتداعي الجدار الخلفي للمتجر.

 لم يتمكن التاجر من معرفة اللصوص فضلاً عن استرداد مسروقاته على الرغم من رفعه شكاية لمخفر البلدة، إذ "البحث عن الحرامية كالبحث عن إبرة في كومة قش".
 
مع تراجع ظاهرة سرقة الدراجات النارية كنتيجة لتركيب كاميرات مراقبة في الأماكن العامة وأمام المتاجر وداخل الأسواق وهو اتجاه حكومي تعمل وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ على تطبيقه، وجد بعض السارقين من استخدام الدراجة النارية وسرعة استخدامها في الإفلات فرصة للنشل النهاري والليلي حيث يستعمل هؤلاء الشبان دراجاتهم لسرقة حقائب المارة لاسيما السيدات.

من خلال شخص يقود الدراجة وآخر يجلس خلفه تتم حوادث السرقة أمام أعين المارة كما تلتقطها كاميرات المراقبة، لكن بسبب سرعة عملية النشل التي تتم عادة في بضع ثوان وسرعة الدراجة النارية وتمكن سائقها من قيادتها بين الحارات تنتهي هذه الحوادث عادة بإفلات السارق.

تعرضت مديحة (44 عاماً) لحادثة من هذا النوع خلال سيرها عصراً في شوارع بلدتها بريف إدلب الشمالي، حيث تؤكد خلال حديث لـ "اقتصاد" أنها فقدت مصاغاً ذهبياً تتجاوز قيمته 800 دولار، ولم يتمكن المارة الذين شهدوا الحادث من اللحاق بالسارق الملثم الذي كان يقود دراجة نارية واختفى بين حارات البلدة بسرعة البرق.

ترك تعليق

التعليق