من موظف عادي إلى مليونير مخملي.. سيرة مدير فندق "داما روز" في دمشق، بالأرقام والوقائع


لم تستطع الأجواء المخملية وروائح البارفانات الفاخرة والأضواء اللامعة أن تغطي روائح الفساد والممارسات المشبوهة داخل فندق "داما روز" المطل على نهر بردى بدمشق، بدءاً من التحويلات المالية الضخمة التي تجري داخله لكبار الضباط الأمنيين والشبيحة إلى خارج سوريا ومروراً بتحول الفندق إلى بؤرة مشبوهة للممارسات اللاأخلاقية -وفق ناشطين- وليس انتهاءاً بفضيحة تسمم أكثر من 30 طبيباً في وليمة أقيمت داخله لتطوى القضية على أهون سبب-كما يقال- بعد تدخل جهات أمنية عليا هي جزء من "خراب الدورة الدموية" في سوريا.

 ويقف خلف جبل الفساد هذا مدير "داما روز"، رامي شدايدة، "الذي ينحدر من مدينة درعا والمدعوم من جهات أمنية كبيرة على رأسها رئيس مكتب الأمن القومي (علي مملوك). وما خفي كان أعظم"، وفق تصريحات ناشط مطلع، تحدث لـ "اقتصاد".

فـ شدايدة هو عرّاب التحويلات المالية الضخمة التي تجري في الخفاء لكبار ضباط النظام الأمنيين وتجاره المحسوبين عليه بلا رقيب ولا حسيب، في حين يترصد النظام السوريين على تحويل الدولار ويزجهم في السجون  حال تعاملهم به.

 وروى الناشط "خليل الصالح" لـ "اقتصاد" أن شدايدة هو المدير الفعلي لشركة رحال للتحويلات المالية التي يقع مقرها داخل الفندق ويعمل من خلالها في تبييض أموال التشبيح الضخمة لكبار الضباط وتهريبها إلى جهات غير معروفة خارج البلد وبخاصة لبنان بغرض تحويلها من العملة السورية إلى الدولار دون رقابة أو مسائلة. 


وينحدر شدايدة من درعا وهو خريج معهد فندقي عمل كموظف عادي في فندق داماروز قبل أن تتم ترقيته بأوامر أمنية ليتولى إدارته فيما بعد.

 وأشار الصالح إلى أن ملف شدايدة الأمني لناحية الفساد الذي يمارسه وسرقاته تم فتحه منذ سنتين واكتُشفت خروقات بما يعادل 7 مليارات ليرة سورية وبعد التحقيق في الموضوع من قبل العميد في فرع الأمن العسكري "أحمد ديب"، وإثبات الاتهامات عليه، تم عزله من إدارة فندق داماروز. ولكن اللواء "علي مملوك" أوعز بطي الملف وإعادته إلى وظيفته وكأن شيئاً لم يكن.
 
وروى المصدر أن شركة الهيثم للأدوات الطبية أقامت منذ أكثر من شهرين وليمة داخل الفندق للعشرات من الأطباء الذين تتعامل معهم وأصيب 35 طبيباً منهم بالتسمم جراء اللحم الذي تناولوه ورغم افتضاح الحادثة إعلامياً، تم إغلاق ملفها بأوامر عليا، بسبب دعم شدايدة الأمني.
 
وكان مصدر خاص أفاد لموقع "المشهد" الموالي أن عشرات الأطباء من شركة الهيثم للأدوية أصيبوا بالتسمم نتيجة تناولهم وجبة عشاء في مسبح فندق داما روز الذي تملكه وتديره وزارة السياحة، وأضاف المصدر أن تسمم الأطباء وعددهم نحو 35 طبيباً كان بسبب تناولهم وجبة (بلاك آند وايت) المؤلفة من لحمة دجاج ولحمة الغنم ونقلوا إثر ذلك لتلقي العلاج.
 
ولكن شركة الهيثم وبإيعاز من جهات أمنية عليا سارعت إلى تكذيب الخبر نافية أن يكون أي شخص ممن حضر العشاء المذكور قد تسمم، كما نفت أن تكون قد رفعت أي شكوى لأي جهة والقصة كلها–حسب الشركة– بعيدة كل البعد عن الصحة. وأضافت الشركة ومقرها حلب أن "ما حدث هو حفل عشاء على هامش لقاء علمي جمع بين السادة أطباء الغدد والقلبية لإطلاق مستحضر تري باس لعلاج داء السكري"، لتُطوى مسؤولية القائمين على الفندق وعلى رأسهم "رامي شدايدة" دون محاسبة أو مسائلة كما في الكثير من قضايا الفساد التي تنخر المؤسسات والجهات العامة في طول البلاد وعرضها.

وكشف المصدر أن سيناريو التسمم داخل الفندق تكرر الأسبوع الماضي بعد أن تسمم 3 من عماله وتم تهديدهم بالفصل من العمل إذا كشفوا موضوع التسمم.

 وأكد محدثنا أن الفندق الذي يقع وسط دمشق تحول في السنوات الأخيرة إلى مرتع للممارسات المشبوهة وقام شدايدة بتخصيص سويتات كاملة على اسمه لخمسة من النساء المقربات منه. وتابع أن الممثلة "تولين البكري" كانت تقيم في الفندق ومنذ فترة فضحت ما يجري داخل أسوار الفندق فتم طردها منه وبعد انفضاح الأمر عبر السوشيال ميديا أعيدت إلى الفندق وقام  شدايدة بالاعتذار الشخصي منها.

وكان المعارض "غسان جديد" قد أكد أن مدير عام فندق داما روز- "رامي شدايدة"- تحول وبزمن قياسي من مجرد موظف إلى مليونير مخملي بإبداعه في السرقات والتجديدات الوهمية والمبالغ فيها والصفقات المريبة اليومية. وأضاف:"خلال عامي ٢٠١٧- ٢٠١٨، لم يتم تحويل أرباح الفندق للوزارة والخزينة العامة بحجة التجديدات والصيانة الموسعة وكانت كشوفات هذه التجديدات (مئات الملايين)".

 وذكر "غسان جديد" في مقال نشره موقع "الرافد" بعض الأمثلة فقط إذ تم تخصيص حوالي ٢٢٠ مليون ل.س لتجديد المقهى الصيفي-المنشية، ونصف هذا الرقم وهمي. و٢٠٠ مليون ل.س لتجديد المطعم في الطابق التاسع. ومنذ عام ونصف بعد انتهاء تجديده يعمل هذا المطعم فقط لعزائم المدير العام الخاصة بعيداً عن الأنظار. وحوالي ١٨٠ مليون ل.س لتجديد الديسكو، بناءاً على طلب سيدة تدعى "تانيا. ك" أرسلها وزير سابق      إلى "رامي شدايدة" وأبرمت عقداً معه لاستثمار الديسكو بعد تجديده وسكنت بضيافة سعادته ورعاية المدير العام ثلاثة أشهر، ضيافة وبدون مقابل.

ترك تعليق

التعليق