مسؤولو النظام وحركة الكواكب والأجرام السماوية


يخيّل للمتابع لتصريحات مسؤولي النظام، أنهم يرصدون حركة الكواكب والأفلاك والطقس بمنتهى الدقة، من أجل أن يبرروا تقصيرهم، ويخلون مسؤوليتهم من الأزمات المعيشية التي يعاني منها السوريون.
  
فإذا انخفضت درجة الحرارة في فصل الشتاء، فهي السبب بارتفاع أسعار الفروج، نتيجة نفوقه وعزوف المربين عن العمل.. ونفس الشيء في فصل الصيف في حال ارتفعت درجات الحرارة، فهم يسارعون لإلقاء المسؤولية عليها في أسباب ارتفاع أسعار الفروج..
 
وما ينطبق على الفروج ينسحب على باقي مواقع الإنتاج الزراعي والحيواني وقطاع الخدمات، فهي خاضعة للظروف الطبيعية والجوية، من وجهة نظرهم، التي لا يستطيعون معها فعل أي شيء.
 
هذه الظاهرة الحكومية، أخذت تثير سخرية العديد من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي أعقاب كل تصريح لمسؤول في النظام، يحمّل فيه المسؤولية للطقس في تبرير أزمة مادة معينة، تنهال التعليقات الساخرة، التي تطالب المسؤولين بتوسيع آفاق تصريحاتهم، ومراقبة حركة الكواكب الكبيرة والصغيرة، وفقاً لنظرية الأبراج، فهي الأخرى تستطيع تحمّل الكثير من المسؤولية، ويمكن أن تكون مقنعة أكثر من موضوع الطقس.
 
وكتب أحد الناشطين رداً على قرار وزارة التجارة الداخلية برفع سعر صحن البيض إلى أكثر من 10 آلاف ليرة سورية، بسبب موجة الصقيع، أنه كان بوسع الوزارة إلقاء المسؤولية على كوكب عطارد، الذي بدأ بالتراجع قبل عدة أيام في برج الجدي وهو ما يؤدي إلى إضطراب في حياة البشر والحيوانات على حد سواء.
 
وتابع هذا المعلق ساخراً، مقترحاً على المسؤولين الصيغة التالية: "نعيش في هذه الأيام حدثاً استثنائياً لا يتكرر إلاّ كل 150 عاماً وهو اقتران نبتون والمشتري ببرج الحوت.. وهذا يؤثر على تربية الدجاج والفروج، ويؤدي إلى نفوقه، الأمر الذي يجبرنا على رفع أسعار البيض" .

ترك تعليق

التعليق